صوت البلد للأنباء –
لن يكون شهر رمضان المبارك كغيره من الشهور ، فالتوقعات تشير إلى أنه سيشهد العديد من النشاطات اللافتة وخاصة من قبل شخصيات وازنة ، عدا عن نشاطات متعددة لأحزاب باتت في نظر الأردنيين بأنها تسعى بكلّ جدّ لإثبات نفسها على الساحة السياسية . كل المؤشرات تؤكد بأننا ذاهبون لانتخابات نيابية ، قد تجري بين منتصف آب وبداية شهر تشرين أول ، وإذا ما قام جلالة الملك بحلّ البرلمان بعد عيد الفطر مباشرة ، فإن الإنتخابات سيكون موعدها قبل منتصف شهر آب المقبل التزاما بالدستور الأردني . كل ذلك يجعل العيون تتجه نحو حكومة الدكتور بشر الخصاونة ، حيث يرى متابعون ومراقبون بأن الحكومة باتت في الأمتار الأخيرة من عمرها ، وقد تغادر مع مجلس النواب ، وفي هذه الحالة سنكون أمام حكومة جديدة تقدّم استقالتها قبل الجلسة الأولى للمجلس العشرين ، إذا ما سارت الأمور دستوريا ودون أي عقبات أو عوائق . تسريبات من صالونات عمّانية تطرح اليوم عددا من الأسماء لتولي رئاسة الوزراء في المرحلة القادمة ، وهناك ثلاثة شخصيات مطروحة بقوة على الطاولة ، نحجم عن ذكرها ، غير أن الدلائل تشير بأهمية هؤلاء الأشخاص والذين سيكون لهم شأن خلال الفترة المقبلة . وفي اتجاه آخر ؛ تنشط الأحزاب السياسية في غالبيتها نحو الحصول على جزء من كعكعة القائمة الحزبية البالغة 41 مقعدا ، وشهر رمضان سيكون مثيرا من خلال ضغط اللقاءات والإجتماعات وفي أكثر من مستوى ، ويمكن القول بوجود ما لا يقل عن ستّة أحزاب بات نشاطها لافتا وقويا وفي مختلف أنحاء المملكة . هذه الأحزاب بدأت بتلقّي طلبات الرغبة في خوض الإنتخابات المقبلة ، ويبدو أن القائمين على الأحزاب سيواجهون معضلة كبيرة في التعاطي مع حجم الراغبين بخوضها ، وخاصة حين القيام بترتيب الأسماء حسب الأهمية ، وهذا ما يثير المخاوف لدى الأحزاب السياسية ، لأنّ من شأن ذلك الدخول في عش الدبابير الذي قد يؤدي لحالات عديدة من ( الحرد ) الحزبي وربما الإستقالات . غالبية الأحزاب تدرك هذا الواقع ، وستحاول التعامل معه بحنكة وهدوء خوفا من تطورات سلبية لا أحد يرغب بوجودها ، غير أننا سنكون إزاء حالة حزبية جديدة ، تؤشر لمرحلة حزبية وسياسية هامة في تاريخ الدولة الأردنية التي دخلت مئويتها الثانية بقوّة واقتدار . ويرجّح قيادي حزبي بأن يصل عدد النواب الحزبيين في البرلمان القادم إلى عدد يتجاوز الستين نائبا ، هذا إذا ما علمنا بأن أحزابا لن تكتفي بالترشيحات عن القائمة الحزبية ، بل ستذهب باتجاه الدوائر المحلية ، وهذا متوقع من عدد من الأحزاب السياسية التي فرضت نفسها بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية . يفصلنا عن تلك الأحداث فترة زمنية لن تتجاوز الأربعين يوما ، وحين يصعد الدخان الأبيض ، سيجد الأردنيون أنفسهم وقد دخلوا مرحلة جديدة ، الجميع ينظر إليها بتفاؤل وأمل ، والجميع بات يدرك بأن المجلس النيابي العشرين سيكون مختلفا تماما عما سبقه ، فالصراع والتنافس الحزبي داخل المجلس سيشكّل حالة فريدة لم نعهدها منذ أكثر من سبعين عاما