صوت البلد للأنباء –
زواج بعقود وهمية.. أموال كثيرة” هذه ليست مشاهد من فيلم سينمائي، لكنها قصة حقيقة للفتاة “سيرين” التى لم يتجاوز عمرها ستة عشر عاما، حتى تزوجت خلالها 21 مرة! تجمع والدتها في كل مرة مهرها، لتنفق حصتها من المهر على أسرتها، وما تبقى من مال ابنتها، يوزع على “سماسرة الجنس″، لإتمام زواج، بعقود “وهمية”، يدر عليهم أرباحا مالية سريعة.
لم تفهم السورية سيرين (اسم مستعار)، لغة أرقام الأموال، التي جمعتها والدتها من مهورها، منذ أول مرة تزوجت بها، عندما كانت في الـ12 من عمرها، غير أنها تعي أن أسرتها، والفقر والحرب، كانت كلها سبب في تحويلها إلى “دمية بشرية”، تباع وتشترى لمدة محدودة فقط، وبالسعر الذي يحدده المشتري.
تحول جسد سيرين إلى سلعة، بموافقة والدتها، التي لم تتردد بقتل طفولة ابنتها، عندما وافقت على تزويجها من رجال يحملون جنسيات عربية وأردنية، يفضلون فتيات قاصرات “بكر”، شريطة الإقامة معهن بـ”الحلال” لفترة محددة.
الطفلة سيرين واحدة من بين عشرات القاصرات السوريات المقيمات في الأردن، ممن مايزال مسلسل استغلالهن جنسيا مستمرا، فيما هن عاجزات عن رفض طلبات أهاليهن، حتى وإن عملن في مناطق خطرة، من قبل ذويهن، والمتاجرة بأجسادهن مقابل ربح مالي، في ظل صعوبة إثبات التهم، بأركانها كافة، ليصار إلى تحويل المتاجرين للقضاء، بناء على قوانين منع الاتجار بالبشر، والعقوبات الأردني، أو العمل الأردني، التي تعاقب على تشغيل أحداث في المهن الخطرة.
قضية سيرين و”الخطابة”
ولسيرين قصة مع “الخطّابة”، وهو مصطلح متعارف عليه بين ملفات الجهات الأمنية، ومؤسسات قانونية معنية بالدفاع عن حقوق الانسان. فـ”الخطابة” ثريا (اسم مستعار)، تبدأ بتحضير تفاصيل الأجواء الاحتفالية، وتحديد المقابلة مع العروسين، والمفاصلة في المهور، ومن ثم مناداة الشهود، لعقد قران، بحضور مأذون شرعي “وهمي”، يكون من أقربائها.
وفي حال طلب العريس أن تكون الفتاة الصغيرة عذراء (بكرا)، تلجأ الخاطبة ثريا للتوجه إلى أحد أطباء النسائية والتوليد، في مستشفى حكومي، يعمل بعد انتهاء دوامه الرسمي بعيادة خاصة، يجري فيها عملية، رتق بكارة، مقابل 250 دينارا أردنيا عن كل عملية، وهو طبيب ألقي القبض عليه متلبسا، وتم تحويله للقضاء، بحسب ملفات القضية، التي تم إصدار حكم قضائي قطعي بحق المتهمين فيها نهاية العام الماضي