صوت البلد للأنباء –
فايز الفايز
كيف نفسر لدولة جارة لا تستطيع حماية حدودها من قِبل مافيات المخدرات ومهربي الأسلحة وتغض الطرف عما يحدث على الحدود الأردنية وتصمت على ما يفعله أولئك المرّدة الفجرّة، سوى أنها باتت رهينة لعملاء وميلشيات مدعومة من دولة في الاقليم في المنطقة حيث لا وجود لحرس الحدود في الجانب السوري كي يمنع الهجمات الإرهابية ضد قواتنا المسلحة الأردنية، التي تتصدى يومياً للمجموعات الإرهابية وتحبط عملياتها، ولذلك يبدو أن المسلسل الإرهابي وكأنه أجزاء من حرب غير معُلنة تدفع بها بعض القوى الاقليمية لحدودنا، وفي المقابل لا يتصدى عسكرها لأي قذيفة تطلقها صواريخ الإحتلال الإسرائيلي وتدمر مطاراتها ودون أي ردّ.
ما تقوم به قواتنا المسلحة عبر شريط يبلغ طوله 370 كيلومتراً لحماية وطننا وأرضنا، قد رفع الجاهزية القصوى للتصدي لتلك الفئة الضالة الظلامية المسكوت عنها في الدوائر السياسية والعسكرية من الجانب الآخر، وما حدث خلال الأيام الأخيرة واستمرارها بالهجمات الصاروخية والأسلحة المتوسطة والخفيفة ضد أفراد وقيادات جيشنا على الجبهة الجنوبية، يعطينا مؤشرا أحمر أن هناك انفصال تام ما بين القيادة السياسية في دمشق وما بين مليشياتها التي تسرح وتمرح على طول الحدود.
وتبدو المعركة ضد تلك الفئة الحاقدة هي حرب مقدسة لن نتخلى عنها، ورغم الإصابات التي تلقاها أبطالنا على الحدود الشمالية، فإن العزيمة والبطولة التي يتصف بها جنُدنا لا يعتريّها أي ريبّة أو خوف، فالعيون الساهرة لا تتلقى أوامرها الا من صلب قيادتنا التي صبرت طويلاً علّ الأشقاء في سوريا يقومون بواجب إبعاد المليشيات ومن يدعمها من قوى اقليمية وعملائها من الحدود الشمالية للمملكة، ولم يدر في خلدنا يوماً أن يأتينا العداء من الجارة الأقرب، ولكن ما يجري يومياً من هجمات مسعورة ضد جيشنا يستدعي تحركا على أعلى المستويات هناك لوقف تهريب المخدرات والسلاح.