صوت البلد للأنباء –
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، هو أمر مرفوض عربيًا وعالميا، لافتًا إلى أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يعتبر التهجير بمثابة إعلان حرب.
وأكد في ندوة اليوم الثلاثاء، أن الأردن يُشكل ركيزة أساسية للاستقرار في عموم المنطقة، واصفا موقع الأردن الجيوسياسي بالمهم جدًا للغرب، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني يُعتبر صمام الأمان لكل أطياف المجتمع الأردني والمنطقة ككل.
وقال الفايز إن الأردن دولة قوية بقيادة جلالة الملك والتفاف الشعب الاردني حوله، ومناعة أجهزته الأمنية ووعي شعبه، مبينًا أن الموقف الأردني متقدم حيال القضية الفلسطينية.
واضاف أن الخطاب السياسي والإعلامي الأردني منذ بدء العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وكذلك الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة والمتنامية في الضفة الغربية كان الأقوى على الإطلاق، وسط تناغم وتوافق بين الموقف الرسمي والشعبي الموحد، الذي يرفض العدوان الإسرائيلي.
وأكد الفايز أن العلاقات بين الشعبين الأردني والفلسطيني تاريخية ومتجذرة، مشيرا في هذا الاطار الى وحدة الضفتين مطلع خمسينيات القرن الماضي، حينما كانت الضفة الغربية جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية قبل العدوان الإسرائيلي عام 1967.
ومضى قائلًا: “نحن دائما مشاعرنا ومواقفنا وكل امكانياتنا مع إخواننا في فلسطين وفي الدفاع عن حقوقهم المشروعة”.
وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قام بمساع حثيثة وجولات عربية ودولية دون ادخار أي جهد ممكن لوقف العدوان وإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية، والسماح بوصول المساعدات الانسانية للاهل في غزة، مؤكدا أن جلالته ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية، كان دائما في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية في كل المناسبات والمحافل الدولية.
وأضاف أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن وسلام لإسرائيل إلا بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أرض فلسطين في حدود عام 1967، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن هذا هو موقف الأردن الدائم والثابت بشكل واضح وجلي.
وبخصوص ما يتعلق بالاتفاقيات الموقعة بين الأردن وإسرائيل، اشار الفايز الى وجود جوانب قانونية لبعض الاتفاقيات يجب دراستها بعناية، خصوصا أن اتفاقية الغاز الموقعة بين شركتين عام 2016، تفرض غرامات مالية كبيرة على أي طرف يخل بشروطها.
وبشأن اتفاقية السلام مع إسرائيل، لفت الفايز إلى وجود وجهتي نظر، تفترض أولاهما أن إلغاء الاتفاقية من شأنه تمكين إسرائيل من استغلال الوضع وتسريع تهويد القدس وضم الضفة الغربية، في حين ترى الثانية ضرورة استخدام الاتفاقية كورقة ضغط للحفاظ على هوية القدس العربية.
ولفت إلى وجود بند في اتفاقية السلام يمنع التهجير والنزوح القسري لأي شخص من الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، التي سيدافع شعبها عنها بكل قوة وحزم، لأنه وبخلاف ذلك من شأنه خلق وضع اقليمي مضطرب تطال آثاره الجميع، مرجحا أن لا تسمح الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي بتدهور الاوضاع حد اندلاع حرب، وذلك من منطلق ادراكهم لأهمية الموقع الجيوسياسي للأردن، وارتباط استقراره بعموم استقرار المنطقة.
وقال الفايز إنه في ظل عدم وجود موقف عربي وإسلامي موحد حيال العدوان الغاشم على الأشقاء في غزة، فإن غالبية الدول الاوروبية والغربية وجدت مبررا لها لعدم إدانة ما تفعله إسرائيل في غزة والضفة الغربية، بل وتعمد الغرب إدانة المقاومة الفلسطينية وليست جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل والأطفال والنساء وكبار السن التي تقترفها إسرائيل جهارا نهارا وعلى مرأى من العالم.
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى بلورة موقف موحد حيال العدوان الاسرائيلي على غزة والضفة الغربية، ويلزم إسرائيل بوقف العدوان وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، لا سيما أن لأميركا وأوروبا مصالح اقتصادية وسياسية مع العالمين العربي والإسلامي، الأمر الذي يتطلب ايصال رسالة قوية لهما بضرورة وضع حد لهذا العدوان.
وقال الفايز إن جلالة الملك عبدالله الثاني دعا في كل مباحثاته وخطاباته إلى بلورة موقف دولي يفضي إلى مؤتمر دولي يفرض حل القضية الفلسطينية على إسرائيل ضمن مدد زمنية محددة وضمانات دولية واضحة، ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واعتبر أن ما يجري في غزة مجزرة تقع بدعم وبتواطئ ودعم مطلق من أطراف دولية عديدة، ما يشير إلى وجود مخططات لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين بعد انتهاء العدوان على غزة، مشيرا بهذا الخصوص إلى رفض جلالة الملك عبدالله والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لكل المحاولات الإسرائيلية لتهجير الغزيين إلى مصر وفلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن في مرحلة لاحقة.
ودعا الفايز الى مصالحة وطنية فلسطينينية عاجلة لتوحيد الصف الفلسطيني لمجابهة وإبطال هذه المخططات الخطيرة التي تستهدف كل أشكال المقاومة والقضية الفلسطينية.
واستعرض الفايز في حديثه أبرز التحديات التي مر بها الأردن منذُ التأسيس، والتي تمكن من تجاوزها وخرج منها أكثر تماسكا وقوة، بفضل حكمة قيادته الهاشمية ووفاء شعبه، ما مكن الاردن من بناء مؤسساته الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة الأردنية.
وأكد أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله حقق انجازات عظيمة، رغم كل الصعوبات والتحديات، لافتًا إلى أهمية تمتين الجبهة الداخلية والالتفاف حول جلالة الملك لمجابهة الأخطار والتحديات.
وفيما يتعلق بعملية الاصلاح السياسي، أكد الفايز أن هناك إرادة حقيقة لدىّ جلالة الملك في المضي قدمًا بهذا الملف، مثلما أكد أن الأردن يحرز تقدما في هذا الجانب، حيث خصص قانون الانتخاب الجديد 41 مقعدًا من مقاعد مجلس النواب المقبل للأحزاب.
وحث الفايز على ضرورة التوسع في الزراعة واستغلال كل الأراضي الصالحة للزراعة في المملكة وتمكين القطاع الزراعي، بما يحقق الأمن الغذائي، ويوفر فرصا تشغيلية من شأنها الحد من انتشار البطالة.
وأشاد الفايز بدور الإعلام الأردني، في دعم القضية الفلسطينية، وإبراز مواقف المملكة، ومجابهة السردية الاسرائيلية، فضلا عن دوره الكبير في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في أراضي عموم فلسطين.
وكانت مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميلة فيروز مبيضين، قد رحبت في مستهل الندوة برئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، مثمنة دوره وجهوده في خدمة الوطن، ومسيرته الوطنية الحافلة بالانجاز