صوت البلد للأنباء –
اسرائيل تقول انها اكتشفت بالفعل ما لا يقل عن 500 نقطة دخول لانفاق غزة المترامية الأطراف. و رغم سيطرة إسرائيل على شمال غزة الا ان حماس مازالت في انفاقها تحت الأرض
بعد أن سيطر الجيش الإسرائيلي على شمالي قطاع غزة منذ توغله بريا يوم 27 أكتوبر، لا تزال حماس هي المهيمنة في أنفاقها تحت الأرض. وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فإن الحرب “تدخل مرحلة جديدة”، حيث ينقل الجيش الإسرائيلي معركته إلى شبكة الأنفاق تحت الأرض في قطاع غزة. وقالت الصحيفة إنها “بداية معركة استمرت عقدين من الزمن، بعد أن أمضى مسلحو حماس سنوات في توسيع الأنفاق وتحصينها وتحويلها إلى متاهة واسعة، وكانت إسرائيل تتدرب لتقاتل فيها، وأنشأت وحدات متخصصة وطورت أسلحة جديدة” لتدمير تلك الأنفاق. وبهدف “القضاء على الحماس” الذي أعلنته إسرائيل بداية الحرب، يعمل الجيش الإسرائيلي “باستخدام أدوات متجددة، مثل الروبوتات التي تحمل الكاميرات لرسم خريطة للأنفاق، وشاحنات الحاويات المملوءة بالسوائل المتفجرة التي يتم ضخها فيها عبر الخراطيم”، حسبما قال ضابط عسكري إسرائيلي يدير معركة الأنفاق في شمال غزة، للصحيفة. وتقوم إسرائيل بـ”جمع معلومات استخباراتية جديدة بشأن شبكة الأنفاق كل يوم، وتكتشف أنفاقا جديدة وتستجوب المسلحين، بينما تقوم بتجميع الأجزاء التي تعطي جيشها صورة أفضل للمدينة الواقعة تحت الأرض”. وقالت إسرائيل في 14 نوفمبر، إن “قواتها اكتشفت بالفعل ما لا يقل عن 500 نقطة دخول لهذه الأنفاق” مترامية الأطراف. والثلاثاء، قالت إسرائيل إن الجنود “عثروا على مدخل أحد الأنفاق في مسجد، والآخر خارج مستشفى الرنتيسي في شمال غزة، حيث استخدموا روبوتا للعثور على بوابة مقاومة للانفجار تغطي عمودا يبلغ طوله 20 متر”. ونشرت إسرائيل، الخميس، لقطات مصورة قالت إنها “لفتحة نفق من داخل مجمع مستشفى الشفاء في غزة”، وسط تعرضها لضغوط دولية لتبرير قرارها باقتحامه. سائل هلامي
واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع. في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007 . وقالت دافني ريتشموند باراك، الأستاذة في جامعة رايخمان الإسرائيلية ومؤلفة كتاب عن القتال تحت الأرض: “إنها شبكة الأنفاق الأكثر تطورا على الإطلاق في الحرب”. وتشمل الشبكة “أنفاقا ضيقة تكفي لشخص واحد، بالإضافة إلى أقسام أكبر تضم غرف ومكاتب ومرافق طبية مصممة للاحتماء تحت الأرض أثناء القصف”، وفق الصحيفة. ويتم تهوية بعض الأنفاق وتعزيزها بجدران خرسانية، وتعمل بالطاقة الشمسية والوقود، وتضم وسائل اتصالات بدائية. واتهمت إسرائيل، حماس باستخدام إمدادات الوقود المحدودة في غزة لتشغيل نظام تهوية الأنفاق. وقال الضابط العسكري الإسرائيلي الذي يدير معركة الأنفاق، إن “الروبوتات الإسرائيلية التي تحمل الكاميرات تساعد في إعطاء إسرائيل نظرة جزئية على الأقل على من هم في الأنفاق وأين يتواجدون”. وأضاف الضابط الذي لم تكشف صحيفة “وول ستريت جورنال” عن هويته: “هذا يعطينا بالفعل صورة جيدة دون إصابة جنودنا، ودون الدخول إلى الأنفاق”. وقال إن “إحدى الطرق الرئيسية التي تستخدمها القوات الإسرائيلية لتفجير الأنفاق، هي ملئها بسائل متفجر يشبه الهلام، حيث يتم ضخ السائل إلى الأنفاق عبر خراطيم متصلة بشاحنات الحاويات”. وأضاف: “المشكلة تكمن في أن الأمر يتطلب أطنانا من السائل لتدمير عدة مئات من الأمتار من الأنفاق”، مضيفا أن الجيش “يطوّر طرقا أخرى لتدميرها”. ولتدمير شبكة الأنفاق بأكملها، يقول المحللون العسكريون إن إسرائيل “ستحتاج على الأرجح إلى استخدام ذخائر خارقة للتحصينات أو أسلحة حرارية، تحتوي على خليط يتطاير ويشتعل، مما يؤدي إلى انفجار مصمم للالتفاف حول الحواجز والتدفق داخل الهياكل”. وفي هذا الصدد، حذرت مجموعات حقوقية وإنسانية من خطورة استخدام الأسلحة الحرارية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل غزة.