صوت البلد للأنباء –
لكن مقاطع الفيديو المتداولة سواء للفصائل الفلسطينية أو الجيش الإسرائيلي، أو إفادات شهود العيان، وكذلك حديث الخبراء العسكريين، تظهر أن ذلك لم يقض بعد على قدرة حماس على تنفيذ الهجمات، والقتال يستعر يوما تلو الآخر، وكذلك تقدم الآليات العسكرية.
ففي تلك المقاطع التي تم نشرها بعد التوغل البري الإسرائيلي يبرز القتال والتوغل في عدة محاور رئيسية
محور الشمال
في بيت حانون (شمال شرق) وتحديدا في المناطق الزراعية المحيطة بها، وكذلك بعض أطرافها السكنية، شوهدت دبابات إسرائيلية تتمركز قبالة المدينة، وقوات راجلة في مناطق خالية من السكان، ومبان سُويت بالأرض بفعل القصف الإسرائيلي.
وفي هذا المحور، يقول الخبير العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات، إن الجنود يتقدمون في هذه المناطق تحت حماية نيران المدفعية وكذلك القوة الجوية.
وبالانتقال إلى الشمال الغربي، حيث مناطق الكرامة والتوام والسلاطين والسودانية والمشتل (لا توجد فيها كثافة سكانية وإنما تطغى عليها المساحات الزراعية، وهي مناطق رخوة) اجتازت الدبابات الإسرائيلية الطريق حتى وصلت إلى الشريط الساحلي، عبر شارعي أحمد عرابي المحاذي للبحر، والرشيد.
وهناك تدور اشتباكات بين مسلحي الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتمركزة في المدرعات، والتي تعرضت في بعض الأحيان لقصف بصواريخ مضادة للدبابات، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو نشرتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
إلى الجنوب من تلك المناطق، وتحديدا إلى شمال غرب مدينة غزة، حيث مخيم الشاطئ للاجئين، وهو حي كثيف مجاور لوسط مدينة غزة، ويطل على البحر الأبيض المتوسط، تتمركز آليات عسكرية إسرائيلية عند مشارفه.
ومن مشارف مخيم الشاطئ اتجهت الدبابات الإسرائيلية إلى شمال الرمال الغربي باتجاه مستشفى الرنتيسي، حيث تتواجد في محيطه الآن.
ووفق شهود عيان، فإن هذه الدبابات غيرت من مواقعها في هذا المكان أكثر من مرة، حيث تراجعت للخلف قليلا وتوقفت عند شارع المخابرات على طول الشريط الساحلي شمال مخيم الشاطئ ومن ثم تعود.
وفي حال توغلت القوات الإسرائيلية إلى داخل مخيم الشاطئ فهذا يعني أنها ستجد نفسها في وسط مدينة غزة، وصولا إلى مستشفى دار الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع.
ويضيق الجيش الإسرائيلي الخناق على وسط مدينة غزة ومستشفى الشفاء الرئيسي، حيث تدّعي إسرائيل أن مقاتلي حماس لديهم مركز قيادة.
ولم تحدد إسرائيل خططها المحتملة للمستشفى، لكنها قالت إن أولويتها القصوى هي تفكيك البنية التحتية لقيادة حماس.
ويقول فلسطينيون إن أية محاولة إسرائيلية للاستيلاء على مستشفى الشفاء ستخاطر بخسائر فادحة في صفوف المدنيين وقد تثير غضبا دوليا.
محور الجنوب
إلى جنوب مدينة غزة، تجد الدبابات وقد تمركزت غربي حي تل الهوى (جنوب غرب)، قادمة من شارع أحمد عرابي، وما زالت عند أطراف الحي، حيث تدور هناك اشتباكات بين الحين والآخر.
وهذا الحي قريب جدا من قلب مدينة غزة، وتوجد فيه مستشفى القدس الدولي، الذي تعرض محيطه لقصف خلال الأيام الماضية، ويضم نحو 14 نازحا، وأخطره الجيش الإسرائيلي بالإخلاء أكثر من مرة.
إلى الشرق من تل الهوى، وتحديدا حي الزيتون (جنوب شرق مدينة غزة)، شوهدت دبابات على بُعد نحو 400 متر، شرق شارع صلاح الدين الذي يربط مدينة غزة وشمالها بوسط وجنوب قطاع غزة.
محور جُحر الديك
تقع هذه المنطقة شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، وجنوب حي الزيتون، وتُعرف بالخاصرة الرخوة، حيث إنها تربض على مناطق زراعة ممتدة من الحدود الفاصلة مع إسرائيل، مما يسهل عملية التوغل من هذا الجزء.
هناك تحركت الدبابات من شمال جُحر الديك ووصلت إلى طريق صلاح الدين.
أما إلى الغرب قليلا من هذا المكان فيقع شارع الرشيد (البحر) والذي تسيطر عليه إسرائيل بقوة نارية مدفعية وجوية فقط، وتتمركز الدبابات على بُعد كيلومترات قليلة منه.
مراحل العملية البرية
يقول الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات إن العملية البرية الإسرائيلية تسير الآن وفق ثلاثة محاور، هي:
- المرحلة الأولى:
– التقدم على أراضٍ مدمرة
– إنشاء قواعد ارتكازية
– سياسة الأرض المحروقة
– إنشاء مناطق عازلة
– التقدم على الأرض تحت حماية نيران مدفعية وجوية
- المرحلة الثانية
– تتمثل هذه المرحلة في الوصول إلى المستشفيات والسيطرة عليها، حيث تدعي إسرائيل أن حماس أنشأت أنفاقا أسفلها.
- المرحلة الثالثة
– تعتمد هذه المرحلة على الأهداف التي تبحث عنها إسرائيل بحسب المعلومات الواردة إليها.