صوت البلد للأنباء –
تعتبر قرعة نهائيات كأس العالم الحدث الأكبر الذي يسبق عادة انطلاق النهائيات بأشهر قليلة، حيث تتعرف المنتخبات المتأهلة للمونديال على منافسيها وتكتشف الجماهير الطريق نحو النهائي.
وقبل ساعات من إقامة قرعة كأس العالم 2026 في العاصمة الأمريكية واشنطن، التي ستشهد للمرة الأولى توزيع 48 منتخبا للمرة الأولى على 12 مجموعة بدلا من 8 كما كان خلال النسخ السابقة.
وعلى الرغم من أن هوية 42 منتخبا عرفت بالفعل بانتظار تأهل 4 منتخبات من قارة أوروبا و2 من الملحق العالمي، يعد الحدث المرتقب علامة فارقة تحديدا لـ 4 منتخبات لأنها ستظهر للمرة الأولى في تاريخ قرعة كأس العالم.
نجحت منتخبات الأردن وأوزبكستان في كسر لعنة الحظ السيئ في التصفيات وتمكنت من التأهل المباشر عن القارة الآسيوية، وكذلك فعل منتخب الرأس الأخضر الذي كان واحدا من أكبر مفاجآت التصفيات الأفريقية على حساب عمالقة كبار في القارة السمراء، بينما حطمت كوراساو كل شيء حين حجز المنتخب “المغمور” مقعده المباشر عن تصفيات كونكاكاف.
80 منتخبا شارك في تاريخ كأس العالم
شهدت بطولات كأس العالم مشاركة 80 منتخبا مختلفا عبر التاريخ وصولا إلى مونديال قطر 2022 الذي سجل حضور البلد المضيف لأول مرة، وتوزعت المنتخبات الـ80 المشاركة على مختلف القارات.
شارك 12 منتخبا آسيويا، و13 منتخبا أفريقيا و11 منتخبا من منطقة الكونكاكاف، و9 منتخبات لاتينية، ومنتخب واحد من أوقيانوسيا (على اعتبار أن أستراليا أصبحت تنافس ضمن القارة الآسيوية) إضافة إلى 34 بلدا أوروبيا بعيدا عن البلدان التي انفرط عقدها مثل الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا.
ومنذ أن انطلقت بطولة كأس العالم 1930 شهدت كل نسخة تالية مشاركة منتخبا واحدا جديدا على الأقل مثلما حصل في البرازيل 1950، حين كان المنتخب الإنجليزي هو المنتخب الوحيد الذي يسجل مشاركته الأولى، وفي جنوب أفريقيا 2010 من خلال منتخب سلوفاكيا، وفي البرازيل 2014 انضم منتخب البوسنة والهرسك إلى قائمة المنتخبات التي تشارك للمرة الأولى، ثم منتخب قطر في النسخة الأخيرة 2022.
وبعيدا عن النسخة الأولى التي شارك فيها 13 منتخبا (كلهم لأول مرة بطبيعة الحال) والنسخة الثانية في إيطاليا (1934) التي شاركت فيها 10 منتخبات جديدة، فإن أكثر نسخة عرفت مشاركة منتخبات جديدة لاحقا كانت نسخة ألمانيا 2006، حين تأهلت 6 منتخبات جديدة لأول مرة وهي: أنغولا، كوت ديفوار، غانا، توغو، ترينيداد وتوباغو، أوكرانيا.
منتخب الأردن.. عاشر العرب في المونديال
بعد أن كان قريبا من بلوغ نهائيات كأس العالم عام 2014 عندما بلغ الملحق العالمي الذي واجه فيه منتخب الأوروغواي “القوي”، تمكن منتخب الأردن من تحقيق حلمه بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
بدأ منتخب الأردن مشاركاته في التصفيات المونديالية منذ نهائيات المكسيك 1986، لكن الحظ عانده حتى النسخة الحالية التي واصل فيها سلسلة عروضه المميزة التي قدمها في نهائيات كأس آسيا 2023 حين حل وصيفا للمرة الأولى أيضا في تاريخه.
تصدر منتخب النشامى مجموعته في الدور الثاني من التصفيات على حساب السعودية وطاجكستان وباكستان، قبل أن يحتل مركز الوصافة في الدور الثالث والحاسم خلف كوريا الجنوبية بعد أن حقق الفوز في 4 مباريات وتعادل في مثلها وخسر مرتين فقط ليحصد 16 نقطة متقدما على أربعة منتخبات عربية هي: العراق، عمان، فلسطين والكويت.
تناوب على تدريب المنتخب الأردني في التصفيات مدربان مغربيان هما الحسين عموتة وجمال السلامي، اللذان قادا منتخب النشامى ليكون عاشر منتخب عربي في التاريخ يشارك في نهائيات كأس العالم.
أوزبكستان تقطف ثمار القواعد
عرفت كرة القدم في أوزبكستان تطورا لافتا في السنوات الأخيرة، فكان تأهل منتخبها الأول أمرا منطقيا وطبيعيا بعد رفع عدد البطاقات الآسيوية إلى 8 بشكل مباشر، وكان جليا أن اتحاد الكرة في أوزبكستان سيقطف ثمار اهتمامه بالقواعد التي سجلت نتائج لافتة في السنوات الأخيرة على مستوى البطولات الآسيوية وحتى العالمية.
وينشط عدد من لاعبي منتخب أوزبكستان في الدوريات الأوروبية وفي مقدمتهم المدافع الموهوب عبد القادر خوسانوف الوافد الجديد إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، إضافة إلى قائد الفريق شومودووف المحترف في إسطنبول باشاك شهير التركي.
حلت أوزبكستان وصيفة لإيران في المجموعة الأولى ضمن الدور الثالث بعد أن حصدت 21 نقطة من 6 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة واحدة. وعلى الرغم من أن المدرب تيمور كابادزه كان هو صاحب الإنجاز في التأهل إلى النهائيات لأول مرة، إلا أن الاتحاد الأوزبكي قرر التعاقد مع الإيطالي فابيو كانافارو لقيادة حملة الفريق الأولى في النهائيات العالمية.
الرأس الأخضر ينضم للقافلة الأفريقية
آخر المنتخبات الأربعة التي تمكنت من تسجيل اسمها للمرة الأولى في نهائيات 2026 كان منتخب جزر الرأس الأخضر، الذي فاجأ الكثيرين بتصدره لفرق مجموعته التي ضمت الكاميرون وليبيا وأنغولا إضافة إلى موريشيوس وإيستواني.
المنتخب الذي يمثل البلد التي نالت استقلالها قبل 50 عاما فقط من الاستعمار البرتغالي، نجح في أن يجمع عددا كبيرا من لاعبيه المنتشرين في الدوريات الأوروبية (من أصحاب الجنسية المزدوجة) ليترك بصمته في البطولة القارية في السنوات الأخيرة، حيث نجح في بلوغ الدور ربع النهائي لنسخة 2023 من كأس أمم أفريقيا، وهو ما اعتبر بمثابة ناقوس خطر بالنسبة لمنتخبات القارة السمراء.
وبالفعل تمكن منتخب الرأس الأخضر من العبور إلى النهائيات على الرغم من أن بدايته في التصفيات شهدت تعثره بالتعادل في ميدانه مع أنغولا (0-0) والخسارة من الكاميرون (1-4)، لكنه حقق بعدها 5 انتصارات متتالية كان أبرزها رد الصاع لمنتخب “الأسود غير المروضة” (1-0)، قبل أن يحسم البطاقة لصالحه في الجولة الأخيرة التي شهدت فوزه على إيستواني (3-0).
كوراساو أصغر بلد في تاريخ كأس العالم
من بين المنتخبات الأربعة الجديدة التي ستظهر في قرعة كأس العالم 2026، منتخب كوراساو، والذي يمثل أصغر بلد من حيث عدد السكان يتمكن من العبور إلى النهائيات.
يبلغ عدد سكان هذه الجزيرة الواقعة في جنوب البحر الكاريبي، على بعد 65 كم شمال فنزويلا (156 ألف نسمة) ليتفوق على أيسلندا التي كانت أصغر دولة من حيث عدد السكان التي تتأهل للنهائيات عندما شاركت في نسخة روسيا 2018، بعدد سكان يزيد قليلا عن 350 ألف نسمة.
تمكن منتخب كوراساو الذي ارتقى إلى المركز 82 عالميا بفضل إنجازه الكبير، من إنهاء تصفيات منطقة الكونكاكاف من دون أي هزيمة، ليتصدر فرق المجموعة الثانية التي ضمت جامايكا وترينيداد وتوباغو وبيرمودا برصيد 12 نقطة ليضمن مشاركة تاريخية.












