صوت البلد للأنباء –
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جدلًا واسعًا بعدما لوح بإمكانية التدخل لتغيير بعض مدن استضافة نهائيات كأس العالم (مونديال 2026) التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، رغم أن البطولة باتت على بُعد أقل من تسعة أشهر فقط.
ومن المقرر أن تنطلق البطولة في 11 يونيو/ حزيران 2026 على ملعب “آزتيكا” في مكسيكو سيتي، وتختتم بولاية نيوجيرسي يوم 19 يوليو/ حزيران في 19 يوليو/ تموز 2026، في واحدة من أبرز المناسبات الرياضية في تاريخ أمريكا الحديث.
ولكن ترامب قال إنه قد يتواصل مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” جياني إنفانتينو للضغط من أجل نقل المباريات من مدن تحكمها إدارات ديمقراطية، على حد وصفه، بسبب ما اعتبره تراخيًا في التعامل مع معدلات الجريمة.
وقال ترمب خلال اجتماع حكومي عُقد مؤخرًا: “إذا كان هناك من لا يقوم بعمله بشكل جيد، وشعرت أن هناك ظروفًا غير آمنة، فسأتصل بجياني، الذي أراه شخصًا رائعًا، وأقول له: لننقل البطولة إلى مكان آخر، وقد لا يحب ذلك، لكنه سيقوم به بسهولة”.
فيفا يرد: السلامة أولويتنا والحكومات تتحمل المسؤولية
وفي أول رد رسمي، قال متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لموقع (Politico): “السلامة والأمن يمثلان أولوية قصوى في جميع بطولات فيفا حول العالم، وفي النهاية، تقع مسؤولية حماية الأمن العام على عاتق الحكومات المحلية”.
وأضاف: “نأمل أن تكون كل مدننا الـ16 المستضيفة جاهزة للإيفاء بجميع المتطلبات اللازمة من أجل تنظيم نسخة ناجحة من كأس العالم مونديال 2026”.
المدن المستضيفة لمباريات مونديال 2026 ترد
وفي الوقت الذي يتصاعد فيه الجدل، عبر مسؤولون في عدد من المدن المستضيفة عن استيائهم من تصريحات ترمب، مؤكدين أن التحضيرات جارية منذ سنوات وأن الظروف الأمنية لا تستدعي القلق.
ليزا غيلمور، عمدة مدينة سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، قالت: “أي ادعاء بأن سانتا كلارا غير آمنة هو ببساطة غير صحيح، نحن نستعد لهذا الحدث منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وسنكون فخورين باستضافة العالم هنا في المدينة”.
مسؤول آخر –لم يُكشف عن اسمه– أشار إلى أن اختيار المدن تم منذ عامي 2017 و2018، عبر اتفاقيات رسمية ومراجعات دقيقة، ولا يمكن التراجع عنها بهذه السهولة.
تحديات أخرى تواجه مونديال 2026
تصريحات ترمب ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من التحديات التي تسبق انطلاق البطولة الكبرى في تاريخ كأس العالم، والتي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا لأول مرة.
ومن بين أبرز الانتقادات الموجهة للبطولة أسعار التذاكر المرتفعة، حيث تبدأ أسعار مقاعد النهائي من 2030 دولارا أمريكيًا، وقد تصل إلى 6000 دولار.
كما أن نظام “التسعير الديناميكي” الذي يعتمده فيفا، هو ما يسمح بارتفاع أسعار التذاكر بشكل كبير حسب الطلب؛ بالإضافة إلى الظروف المناخية القاسية في بعض المدن، ما قد يفرض تعديل مواعيد المباريات لتجنب الحرارة المرتفعة.
ومع اقتراب العد التنازلي لانطلاق مونديال 2026 يتوقع أن تستمر الضغوط السياسية والإعلامية، إلا أن فيفا يبدو متمسكًا بالجدول الزمني والمواقع المحددة سلفًا.
ويبقى التحدي الأكبر هو ضمان الأمن والتنظيم المثالي وسط هذه الأجواء المتقلبة، خاصة أن الولايات المتحدة ستحتضن لاحقًا أولمبياد لوس أنجلوس 2028.












