صوت البلد للأنباء –
لم يقدم فريق الوحدات أي شيء له علاقة بكرة القدم أمام مضيفه المحرق البحريني في المباراة التي جمعتهما أمس الأربعاء في افتتاح المجموعة الأولى من بطولة دوري أبطال آسيا 2، حيث خسرها برباعية دون رد.
ودخل الفريق في “غرفة الإنعاش”، فهذه الخسارة قد يكون لها ارتدادات سلبية جديدة ولا سيما أنه مقبل الأحد المقبل على خوض قمة قوية تجمعه مع الحسين في الجولة السادسة من الدوري الأردني.
وما يزال “المارد الأخضر” يدفع ثمن تهوره بتجديد عقود لاعبين ليسوا بحجم ناد كبير له تاريخ طويل وصولات وجولات محلياً وآسيوياً، واستقطب آخرين لم يحققوا أي إضافة، وهو ملف يجب تتم مناقشته كونه أنهك الفريق فنياً ومالياً، وخدش صورة “المارد الأخضر” الذي طالما تغنت فيه الجماهير محلياً وآسيوياً.
وأعطت الخسارة القاسية والتاريخية أمام المحرق البحريني، مؤشراً واضحاً للجماهير الخضراء بأن الفريق لن يفعل شيئاً في دوري أبطال آسيا 2، وبات يخشى عليه من مواجهته المقبلة أمام الوصل الاماراتي الذي سجل فوزاً ساحقاً على الاستقلال الايراني 7-1، لذلك فالفريق مقبل على أمور أصعب وأكثر تعقيداً، ومجلس الإدارة سيكون أمام تحديات قد تطيح به في النهاية.
لماذا خسر الوحدات أمام المحرق بهذه القسوة؟
على امتداد لقاءاتهما في البطولات الآسيوية لم يسبق للوحدات أن خسر أمام المحرق بهذه القسوة وبرباعية دون رد، بل إنه يتفوق عليه في اللقاءات التاريخية، لكن في مباراة أمس الأربعاء، فرض المحرق أفضليته بفضل نجاعته الهجومية وضعف منافسه.
خسارة الوحدات لم تكن مستبعدة، فالفريق يعاني على الصعيد المحلي، وقد يحتل مركزاً متأخراً في بطولة الدوري في حال مضى على ما هو عليه، ذلك أنه يفتقد لمدربين على سوية عالية لقيادته، ويفتقر لوجود لاعبين مؤثرين قادرين على صنع الفارق.
ويبدو أن زمن “المارد الأخضر” قد مضى عندما كان فيه يمتلك 11 لاعباً نجماً داخل الملعب، وكانوا السواد الأعظم منهم يمثل منتخب الأردن، لكن اليوم تغيير الحال، وصفوفه تخلو من أي لاعب دولي باستثناء عامر جاموس وهو مهدد بخسارة مقعده.
وبعد رصد تفاصيل المباراة، فإن الوحدات لا يملك ما يقدمه، فكان يدور بالكرة حول نفسه لأنه لا يمتلك الحلول الهجومية ويفتقد لمدرب قادر على إدارة المباراة بحكمة وحنكة، مما سهل من مهمة المحرق الذي تزخر صفوفه بكوكبة من النجوم سواء المحليين أو الأجانب.
وأثبتت التجربة أن الوحدات الذي فسخ عقد رأفت علي ومن بعده التونسي قيس اليعقوبي، لم تكن مشكلته بالأصل المدربين، بل هي تعاقداته مع لاعبين غير مؤثرين وكلفوا خزينة النادي الكثير من الأموال مقابل مردود فني متواضع أرهقوا فيه جماهير الوحدات بأدائهم ونتائجهم.
ولو بقي رأفت علي أو قيس اليعقوبي لربما كان حال الفريق أفضل قليلاً، فالمدرب الجديد البوسني داركو أكد بأنه هو أيضاً لا يملك ما يقدمه، وبأنه “مفصول تماماً” عن واقع الفريق وقدرات اللاعبين، حيث لم يتعامل مع المباراة برؤية فنية متمرسة تمكنه من الخروج بخسارة مشرفة على أقل تقدير.
والغريب أن الفريق الأردني كان تأخر بالنتيجة أكثر من مرة، ومع ذلك فإن داركو لم يزج بنجم الفريق واللاعب الوحيد الذي قد يأتي بالحلول الهجومية الفردية مهند سمرين، وكأنه كان قد نسي أنه يجلس على دكة البدلاء وتذكره قبل الصافرة بدقائق قليلة.
وكانت “مصائب” الفريق واضحة وضوح الشمس في أرض الملعب، سواء دفاعياً أو هجومياً، لكن داركو لم يتدخل لمعالجة الخلل تجنباً لخسارة قاسية، فاستمر اللاعبون في حالة التيه والضياع غير قادرين على بناء هجمة واحدة قد تفوح عبرها رائحة الخطورة.
وبهذه الخسارة القاسية والتاريخية، فإن الجماهير الخضراء سوف تستمر بمقاطعة المدرجات سواء في البطولة الآسيوية أو المسابقات المحلية، وهنا ستتواصل بالتالي خسائر النادي المالية ولا سيما أن الريع الجماهيري يعتبر دخلاً مهماً في مسيرة “المارد الأخضر”.
حكاية الوحدات حزينة، لا تسر خاطر جماهيره، فهو يعاني مالياً وفنياً، كان مارداً يحسب له ألف حساب وأمسى فريقاً من ورق، ولن يخرج من النفق المظلم الذي هو فيه الآن إلا في حال أعاد هيكل الفريق واهتم بفرق الفئات العمرية دون تدخلات، وقضى على ما يسمى بـ “القوات المحمولة” في انتخابات مجلس إدارته، وهذا قد يستغرق وقتاً.












