صوت البلد للأنباء –
تحول إرسال الصور الحميمة أو ما يُعرف بـ”النودز” إلى سلوك شائع في العلاقات الحديثة، سواء بين الأزواج أو حتى في بدايات التعارف. يُنظر إليه كطريقة لتعزيز الرغبة الجنسية، وكوسيلة للتعبير عن الثقة والانجذاب. لكن السؤال الأهم يبقى: هل إرسال النودز فعلاً مفيد؟ العلم دخل على الخط، والإجابات قد تفاجئك.

وفقًا لدراسة أجراها “مختبر الصحة النفسية النسائية” في جامعة دركسل الأميركية، فإن الأشخاص الذين يرسلون صورًا عارية لشركائهم بشكل منتظم يميلون إلى الشعور برضى جنسي أعلى من غيرهم. وشملت الدراسة 870 أميركيًا بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و82 عامًا، وكشفت أن 88% منهم أرسلوا صورًا جنسية مرة واحدة على الأقل في حياتهم، فيما أكد 82% أنهم فعلوا ذلك خلال السنة الماضية وحدها.

الباحثون يربطون هذا السلوك بنمو الثقة بين الشريكين وتعزيز التواصل الحميم، خصوصًا إذا كان الأمر يتم برغبة متبادلة واحترام للخصوصية. فالنودز، حين تكون جزءًا من علاقة قائمة على الأمان والثقة، قد تكون وسيلة فعالة لإشعال الشغف وتحقيق توازن جنسي عاطفي.
لكن كما لكل شيء جانب مشرق، هناك أيضًا وجه مظلم يجب التنبه له. الحوادث المتعلقة بتسريب الصور الحميمة إلى الإنترنت تتكرر كثيرًا، سواء بسبب اختراق الهواتف أو بسبب مشاركة الصور من قبل أطراف لا تحترم الخصوصية. ووفقًا لمنظمة “سايفرنت”، فقد تم تسجيل 224 حالة نشر غير مشروع لمحتوى جنسي خاص في عام 2014، وهو رقم تضاعف مرات عدة في السنوات التالية.

لذلك، ينصح الخبراء بعدم إرسال أي محتوى حساس إلا بعد التأكد من وجود علاقة قائمة على الثقة، وبضرورة التواصل الواضح بين الطرفين حول ما إذا كانت هذه الممارسة مرغوبة لدى الطرف الآخر. كما يُفضَّل تجنب الاحتفاظ بالصور على الأجهزة المتصلة بالإنترنت لتفادي تسربها أو اختراقها.
في النهاية، تشير الأبحاث إلى أن إرسال الصور الحميمة يمكن أن يكون إيجابيًا ضمن إطار العلاقة الصحيحة، شريطة الانتباه للخصوصية، والتأكد من رضا الطرفين، وعدم اتخاذ القرار تحت الضغط أو بدافع الإرضاء فقط. الجنس الحقيقي لا يحتاج لمغامرة رقمية، لكنه لا يمانع في بعض التوابل الآمنة.












