صوت البلد للأنباء –
واصلت إسرائيل هجومها العنيف على غزة، ، اليوم السبت، بالتزامن مع إعلانها دخول المرحلة الثانية من الحرب ضد حركة “حماس”. وتناوبت 100 مقاتلة عسكريّة على قصف 150 هدفاً في القطاع الفلسطيني المحاصر، بالتزامن مع توغّل بري محدود وقطع كامل للاتصالات والانترنت.
وأتى التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق رغم المحادثات المكثفة غير مباشرة مع “حماس” بوساطة قطر ومصر لإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الذين تحتجزهم الحركة.
وطالبت “حماس” بوقف إطلاق النار وتسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الوقود، مقابل إطلاق بعض الأسرى المدنيين، وفقا لمسؤولين مطلعين على المحادثات.
وأفاد مسؤولون مصريون بأنّ العملية الإسرائيلية الموسعة “قد تكون تهدف إلى الضغط على حماس لتقديم تنازلات في مفاوضات الأسرى”.
قصف عنيف
واستمرّ القصف الإسرائيلي الجوي والبحري والبري على جميع مناطق قطاع غزة لليوم 22. وأفادت الوكالة الفلسطينية للإعلام “وفا” بأنه “على مدار ساعات ممتدة من مساء أمس الجمعة وحتى الآن، واصلت مدفعية الاحتلال قصفها العنيف والمكثّف وغير المتوقّف على مواقع في شمال قطاع غزة، وطال القصف تحديداً محيط مستشفيات الشفاء والأندونيسي وسط القطاع، حيث أغار طيران الاحتلال أكثر من عشر مرات على محيطهما”. واستهدف قصف عنيف أيضاً محيط مستشفى شهداء الأقصى.
وذكرت مصادر إعلامية أن “طيران الاحتلال استهدف منازل لمواطنين في مخيم الشاطئ وفي النصيرات وبيت لاهيا وبيت حانون، وأخرى في المناطق الشرقية للقطاع، موقعاً عشرات الشهداء والجرحى”.
ولم تتمكّن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إلى أماكن القصف لإخراج المصابين أو انتشال الضحايا، بينما يحاول المواطنون نقلهم على عربات وفي سيارات خاصّة.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: “إننا نتقدّم في مراحل الحرب وقواتنا دخلت إلى شمال غزة ووسّعت نطاق عملياتها وتشارك في النشاط قوات مدرعة ومشاة ومدفعية وقوات أخرى”، مشيراً إلى أن “التوغّل البري في غزة مستمر وانطلق من 3 محاور”. ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لتوغّله البري في غزة، تبدو فيه الدبابات داخل حدود القطاع على مقربة من السياج الفاصل.
وأضاف، في إفادة صحافية، أنّ “القوّات التي دخلت إلى غزة لا تزال في مواقعها ومستمرة في القتال ولا توجد خسائر في صفوف قوّاتنا”.
ولفت إلى مقتل 311 ضابطاً وجندياً منذ بدء العملية العسكرية، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود 329 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، زاعماً أنّ “حماس تستخدمهم كدروع بشرية”.وشدّد على أنّ العملية العسكرية “مستمرة حتى القضاء على حماس وإعادة المخطوفين”.
وأكّد المتحدّث الإسرائيلي أنّ “القوات الإسرائيلية قتلت خلال الليل عدداً من القادة الميدانيين في حماس”. وأردف: “نركّز في ضرباتنا على البنية التحتية العسكرية للحركة”.
وقال: “سنواصل جهودنا لإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في القطاع“.
وأفاد ضابط إسرائيلي كبير يشارك بالعمليات في غزّة، في منشور على حساب الجيش الرسمي عبر منصّة “إكس”، بأنّ القوات الإسرائيلية “تقصف قطاع غزة بكثافة غير مسبوقة. جوّاً وبرّاً وبحراً”، مضيفاً: “سيقضي الجيش الإسرائيلي على كل إرهابي سواء كان مهمّاً أو ثانوياً وسيدمّر البنية التحتية الإرهابية لحماس”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنّه “ضرب 150 هدفاً تحت الأرض” في شمال قطاع غزة ليل الجمعة السبت، بينها أنفاق يستخدمها مقاتلو “حماس” ومواقع قتال تحت الأرض ومنشآت أخرى.
وأردف: “استخدمنا مئات الصواريخ و100 طائرة شاركت في قصف شمال غزة خلال الليل”.
كذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنّه تمكن من قتل قائد المجموعة الجوية لحركة “حماس” عصام أبو ركبة، الذي شارك في التخطيط لهجوم السابع من تشرين الأول، وكان مسؤولاً عن الطائرات الشراعية والمسيّرة والرصد الجوي والدفاع الجوي.
وأعلن أيضاً مقتل قائد القوة البحرية في “حماس” راتب أبو صهيبان الذي قاد التسلّل البحري إلى منطقة زيكيم.
عمليّة برّية؟
وأثار التصعيد الإسرائيلي تساؤلات بخصوص ما إن كان الاجتياح البري المرتقب منذ وقت طويل لغزة قد بدأ.
وفي حين نفت إسرائيل ذلك، مؤكدة على أنّها تقوم بتوسيع عمليتها دون المباشرة بعمليّة برية واسعة، أفادت صحيفة “يديعوت احرونوت” بأنّ “المسؤولين العسكريين قرروا عدم وصف العمليّة بأنها هجوم بري من أجل مفاجأة حماس والإبقاء على ضباب الحرب”. وتوقعت أن تكون الـ 24 ساعة المقبلة حاسمة في تحديد الخطوات التالية.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ “التوغل واسع النطاق قد يضغط على حماس للموافقة على صفقة رهائن”.
“حماس”: جاهزون!
بدورها، أعلنت حركة “حماس” أن مقاتليها في غزة مستعدّون لمواجهة هجمات إسرائيل “بكامل قوّتهم”.
وأفادت، في بيان، بأن “كتائب القسّام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدّى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغّلات”.
وأضاف البيان “لن يستطيع (بنيامين) نتنياهو وجيشه المهزوم تحقيق أي إنجاز عسكري”.
ولفتت “كتائب القسّام”، الجناح العسكري لـ”حماس” في وقت متأخر أمس الجمعة، إلى أن مقاتليها اشتبكوا مع القوّات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة وفي البريج بوسط القطاع.
وظهر اليوم، أعلنت “القسام” أنها قصفت قاعدة زيكيم العسكرية برشقة صاروخية “رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.
ودوّت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة وعسقلان.
“انقطاع كامل للاتصالات“
ولا تزال الاتّصالات وشبكة الإنترنت متوقفة منذ الأمس في القطاع الفلسطيني المحاصر، بعد أن قطعتها إسرائيل مع بدء توسيع هجومها.