صوت البلد للأنباء –
اعترف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بأن الشركة مارست رقابة صارمة على المحتوى في منصاتها خلال السنوات الماضية، معلنًا عن تحول جذري في سياسة الشركة تجاه حرية التعبير.
في تصريحات أدلى بها عبر مقطع فيديو نُشر على منصة ميتا، أكد زوكربيرج أن منصات الشركة ستبدأ بتطبيق نموذج “الملاحظات المجتمعية” على غرار ما تقوم به منصة إكس (تويتر سابقًا) التي يملكها إيلون ماسك. ومن المتوقع أن يتم تطبيق هذه السياسة الجديدة في الولايات المتحدة أولًا قبل أن يتم تعميمها على مستوى عالمي.
وأوضح زوكربيرغ أن الوضع العام لحرية التعبير يشهد تغييرات ملحوظة، وهو ما دفع الشركة لإعادة تقييم سياساتها. وأضاف أنه في السابق، قللت ميتا من ظهور المحتوى السياسي في الخلاصات الإخبارية استجابةً للإرهاق السياسي الذي ساد قبل سنوات، ولكن السياسة الجديدة ستشهد تغييرًا في هذا الاتجاه.
وأشار زوكربيرج إلى تعقيد الرقابة العالمية، خاصةً في ظل القوانين المتزايدة في أوروبا والإجراءات القضائية السرية في أمريكا اللاتينية، التي تسعى لإزالة المحتوى. كما ذكر حظر تطبيقات ميتا في الصين، وانتقد إدارة الرئيس الأمريكي السابق بسبب دعمها لتوجهات تعزيز الرقابة.
في إطار السياسة الجديدة، أكد زوكربيرج أن المستخدمين سيكونون قادرين على مناقشة قضايا حساسة مثل الهجرة والهويات الجندرية بحرية، دون تدخل من الشركة في الرقابة. وأوضح أن السياسات السابقة التي اتخذتها ميتا قد تحولت إلى أداة لإسكات الآراء المختلفة، مؤكدًا أن هذه السياسات تجاوزت الحد المطلوب.
وأضاف زوكربيرغ أن هذا التغيير سيقلل من الأخطاء التي كانت تحدث في حذف المنشورات أو إغلاق الحسابات، وسيُمكّن الشركة من تركيز جهودها على مكافحة المحتوى غير القانوني، مثل استغلال الأطفال والإرهاب.
وأكد زوكربيرج أيضًا أن ميتا ستتعاون مع الحكومة الأمريكية لمواجهة التوجهات المتزايدة نحو الرقابة المُشددة، بهدف دعم بيئة أكثر انفتاحًا لحرية التعبير.
وتأتي هذه التحولات في وقت تسعى فيه ميتا لاستعادة ثقة المستخدمين وإعادة تعريف علاقتها بحرية التعبير، خاصة بعد انتقال بعض المستخدمين إلى منصات منافسة مثل إكس، نتيجةً للحذف المفرط للمنشورات وتقييد وصول المحتوى أثناء الأحداث السياسية والقضايا الجدلية.