صوت البلد للأنباء –
اتهم مسؤولون فلسطينيون ومختصون في شؤون الأسرى اسرائيل باتباع سياسة “القتل البطيء” تجاه الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيشها من داخل قطاع غزة خلال عملياته العسكرية المستمرة منذ أكثر من عام.
وأعلن يوم الأحد الماضي، وفاة المعتقل أشرف محمد فخري عبد أبو وردة من غزة في مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي، حيث كان قد نقل منذ عدة أيام من سجن النقب إلى المستشفى نتيجة لمشاكل صحية عانى منها أثناء الأسر.
ووفقًا لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فإن عدد الضحايا في صفوف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قد ارتفع إلى 50 منذ الحرب على غزة، مشيرين إلى أن هذا العدد هو الأعلى تاريخيًا، وأن هذه المرحلة تُعد الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة.
في تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية، تم الإشارة إلى أن “عددًا من اختفوا بعد اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي”، حيث تزعم قيادة الجيش الإسرائيلي بأنها لا تعرف مصيرهم أو مكان احتجازهم حاليًا.
وقال التقرير إنه في الحالات التي أجرى فيها الجيش الإسرائيلي فحصًا لمصير المعتقلين، تبين أنهم إما في معتقلات إسرائيلية أو تم قتلهم في وقت لاحق، مما يشير إلى مسؤولية الجيش عنهم.
في هذا السياق، صرح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، أن “إسرائيل تتعمد إهانة الأسرى من قطاع غزة وإخفاء المعلومات المتعلقة بهم”، مشيرًا إلى أن الآلاف من سكان القطاع معتقلون لدى إسرائيل في ظروف مجهولة.
وذكر فارس أن الهيئة وثقت العديد من جرائم الحرب التي ارتكبها جنود الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، مع التأكيد على أنانتهكت القوانين الدولية في استهداف السكان أو اعتقالهم.
وأضاف لـ”إرم نيوز” أنه رغم الجهود الفلسطينية المتواصلة لكشف مصير الآلاف من المعتقلين في غزة، إلا أن إسرائيل استجابت فقط لطلبات قليلة جدًا، وأن محاكمها ترفض إصدار أي قرار بتسليم معلومات حول ظروف وطبيعة الاعتقال.
وأشار إلى أن إسرائيل تحتجز الآلاف في سجون سرية، وأن أحد الأسوأ من هذه السجون هو “سجن سديه تيمان”، حيث يتعرض الأسرى للضرب المتواصل، وبعضهم تعرض للتحرش والاغتصاب، وفق قوله.
من جانبه، قال الخبير في شؤون الأسرى، حسن عبد ربه، لـ”إرم نيوز” إن إسرائيل تواصل نهج سياسة الموت البطيء تجاه أسرى غزة، حيث تحرمهم من الحقوق الإنسانية الأساسية وترفض تقديم الخدمات الطبية والغذائية لهم.
وأوضح عبد ربه أن إسرائيل تنتهك المعايير الدولية، لا سيما فيما يتعلق بجريمة الإخفاء القسري التي نفذت بحق الآلاف من سكان غزة. وذكر أنه يُحتمل أن يتجاوز عدد المعتقلين من غزة منذ بداية الحرب عشرة آلاف.
وأضاف أن الأسرى يتعرضون للتنكيل اليومي ولساعات طويلة، وأن الجنود الإسرائيليين ينفذون بحقهم أنواعًا متعددة من العذاب مستغلين الصمت الدولي وعدم وجود ضغط حقيقي على إسرائيل لتحسين ظروف اعتقالهم أو الكشف عن مصيرهم.
وأكد على ضرورة التحرك الدولي من قبل المؤسسات الإنسانية والأمم المتحدة لكشف مصير المعتقلين وتحسين ظروف حياتهم، محذرًا من أن العديد من الأسرى قد يلقون حتفهم إذا استمر هذا الوضع.