صوت البلد للأنباء –
في مشهد يتكرر بشكل مأساوي، شهدت دار ضيافة المسنين التابعة لجمعية الأسرة البيضاء في منطقة الجويدة حريقاً مروعاً فجر أمس الجمعة، أودى بحياة سبعة نزلاء وأصاب نحو 60 آخرين هذا الحادث المؤلم لم يكن الأول من نوعه؛ فقبل أقل من عام وتحديدًا في فبراير 2023، تعرضت مسنة لحروق داخل الجمعية ولم تحظَ بأي رعاية طبية أو نقل للمستشفى، ما أثار حينها تساؤلات عن الإهمال المتكرر الذي يعاني منه نزلاء هذه الجمعية.
الجمعية، التي تتقاضى مبالغ كبيرة من النزلاء وأهاليهم، بالإضافة إلى التبرعات السخية التي تحصل عليها، تواجه اتهامات خطيرة بالإهمال والتقصير في توفير بيئة آمنة لكبار السن، حيث يُفترض أن تكون هذه المبالغ كافية لتوفير أنظمة إنذار مبكر، أجهزة إطفاء حديثة، وتوظيف طاقم عمل مدرب للتعامل مع أي طارئ، إلا أن الواقع يشير إلى ضعف الرقابة وانعدام إجراءات السلامة، ما جعل النزلاء ضحايا لإهمال يمكن وصفه بالجريمة.
السيدة هيفاء البشير، رئيسة الجمعية، وزوجة وزير الصحة الأسبق الشهيد محمد البشير، تجد نفسها اليوم في ورطة كبيرة فالجمعية التي تحمل اسماً لامعاً أصبحت عنواناً للإهمال، ما يثير تساؤلات حول الرقابة والمحاسبة، خاصة وأنها ليست مؤسسة حكومية قد تعاني من البيروقراطية، بل جمعية خاصة تتلقى تمويلاً كبيراً.
لم يمر الحادث مرور الكرام، إذ وجه النائب أحمد الهميسات استجواباً مباشراً إلى وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، مطالباً بتفاصيل شاملة حول الحادثة، أسبابها، والمسؤولين عن هذا الإهمال.
الظهراوي أشار أيضاً إلى ضرورة إعادة النظر في الأدوار المجتمعية، مشيراً إلى أن بعض الأبناء الذين يودعون آباءهم وأمهاتهم في هذه الدور يتحملون جزءاً من المسؤولية الأخلاقية.
وهنا نقف أمام تساؤلات مشروعة يمكننا طرحها : أين الرقابة؟
أين كانت إدارة الجمعية أثناء وقوع الحريق؟
لماذا لم تكن هناك خطة طوارئ واضحة للتعامل مع مثل هذه الحوادث؟
كيف تُصرف التبرعات الكبيرة التي تحصل عليها الجمعية؟
هذه الأسئلة تُضاف إلى المطالب الشعبية بمحاسبة الجمعية وإدارتها، وإعادة النظر في الإشراف الحكومي على مثل هذه المؤسسات.
وزيرة التنمية وفاء بني مصطفى أمام اختبار حقيقي اليوم، فإما أن تتحرك سريعاً لإظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين، أو أن تجد نفسها في مواجهة عاصفة من الانتقادات في المقابل، على المجتمع أن يُعيد التفكير في قيمه تجاه رعاية كبار السن، ليكون شعار “أبواب الجنة تحت أقدامهم” حقيقة وليست مجرد كلمات.