صوت البلد للأنباء –
تتضارب الأنباء حول احتمالات وقف الحرب في والتوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.ويتزامن الحديث عن تقدم في المفاوضات مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه لن يوقف الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة بالرغم من الجهود المتقدمة التي يبذلها الوسطاء الإقليميون والدوليون للتوصل لاتفاق مرحلي بين طرفي القتال.
وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين: “إذا أوقفنا هذه الحرب الآن ستعود حماس وتنهض وتعيد بناء نفسها وتهاجمنا مجددًا، وهذا ما لا نريد العودة إليه”، متابعًا “هدفنا عدم تكرار كارثة السابع من أكتوبر، وعزل الحركة يوفر فرصة جديدة للدفع نحو اتفاق يعيد الرهائن”.
وفي المقابل، تؤكد التقارير الإعلامية أن مفاوضات التهدئة إيجابية وأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس بات قريبًا، حيث أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “المحادثات تكتسب زخمًا، وتتقدم بهدوء خلف الكواليس، خاصة مع ضغط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”.
وأوضحت أن “الوسطاء طرحوا اتفاقًا لمدة 60 يومًا لوقف إطلاق النار، مشابهاً للاتفاق بين إسرائيل وحزب الله”، لافتة إلى أن حماس خلال هذه المدة ستبدأ بإطلاق سراح 100 من المحتجزين في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى.
اتفاق مؤقت
ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أنه “بالرغم من التفاؤل الكبير بإمكانية التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، فإن الاتفاق لن يؤدي إلى تحقيق مطالب الحركة”، لافتًا إلى أنه سيكون في إطار تنازلات كبيرة وجوهرية من قبل حماس.
وقال عوكل، إن “الاتفاق المرتقب سيكون مؤقتًا وفي إطار الرؤية الإسرائيلية، بحيث يطبق نموذج الاتفاق في لبنان، ويسمح للجيش الإسرائيلي بحرية العمل عسكريًا في القطاع ضد أي أهداف، علاوة على الانسحاب الجزئي من غزة”.
وأضاف أن “الاتفاق لن يتضمن آلية وخطوات محددة للانسحاب الإسرائيلي من غزة، وسيكون ذلك على مراحل، كما أن محاور إستراتيجية ورئيسية سيطرت عليها إسرائيل ستكون مؤجلة لحين نضوج الاتفاق الشامل”.
وأشار إلى أن “مضطرة للقبول بمثل هذا الاتفاق قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، خاصة أنها تدرك خطورة المواقف التي سيتخذها ترامب في حال وصوله للبيت الأبيض قبل التوصل لاتفاق تبادل أسرى”.
وتابع: “إسرائيل ستبقى طويلًا في قطاع غزة، وستقبل بانسحاب جزئي من محوري فيلاديلفيا ونتساريم، وستضع عراقيل وصعوبات أمام عودة النازحين إلى غزة وشمالها”، مستبعدًا أن تكون عودة النازحين خلال الأيام الأولى من الاتفاق.
وقال المحلل السياسي، سهيل كيوان، إن “الأجواء إيجابية ويمكن أن تكون أرضية لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة”، مستدرا بالقول إن أي اتفاق لا يمكن أن يؤدي لوقف الحرب في غزة، وأن إنهاء الحرب بحاجة لاتفاق شامل.
وأوضح كيوان،”دون وجود خطة واضحة لليوم التالي للحرب لن تقبل إسرائيل بوقفها، وستعمل على إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة”، مبينًا أن حماس تبدي مرونة غير متوقعة لضمان بقائها في الحكم.
وزاد بالقول: “حماس هي الطرف الأضعف وبالتالي ستكون مضطرة للقبول باتفاق مشابه للاتفاق بين إسرائيل ولبنان، تتنازل فيه عن مطالبها المتعلقة بوقف للحرب والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، والإفراج عن جميع “.
وبين المحلل السياسي أن “عودة حماس لحكم القطاع لن تحظى بقبول دول المنطقة والمجتمع الدولي، وإعادة الإعمار ستكون مرهونة بضمانات فلسطينية لعدم استئناف القتال في غزة”، مبينًا أن الاتفاق سيحرج حماس أمام الفلسطينيين وحلفائها.