صوت البلد للأنباء –
أنا رجل في العقد الخامس من عمري، تعلمت خارج مصر وتزوجت من إنجليزية، وأنجبت ابنتي، وعشت في مدينة الضباب بحثًا عن أصدقاء عرب، حتى غرقت في عالم فيسبوك وسط حنيني إلى وطني.
فأنا بطبيعتى رومانسي حنون، أعشق الفن المصري وأعتز بحضارتي الفرعونية.. وأحرص على أن تزور إبنتى بلدى لتنتمى إليها.
وبدون مقدمات دخلت عالمى إمرأة مصرية مثقفة وحالمة، كانت تقطر شعرا وأنغاما، صرنا أصدقاء على الفيسبوك، وتحولت إلى أهم جزء في حياتى، أتابع كل ما تكتب وأنصت لأحلامها.. حتى توحدت أحلامنا.
خطفتنى من حياتى الجافة القاسية إلى عالمها المزدحم بالأفكار والأصدقاء، ومع الوقت أصبحت هي سر وجودى في الحياة، ربما أكون أسقطت من خيالى عليها صفات ليست بها، لكننى في نهاية المطاف وجدتنى مغرما بها.
بدون تفكير تركت لزوجتى وبنتى كل ما أملك، وأستقلت من عملى المرموق، وحملت حقيبتى وما أستطعت من مال وذهبت اليها في القاهرة.
كان الإستقبال مشروطا بأن أطلق زوجتى، وأن أنسى تماما ابنتى الوحيدة، وأصرت أن ترتدى لى ثوب زفاف أبيض ملائكى وطرحه..
لكن المفاجأة كانت تنتظرنى في غرفة النوم، كانت تزين غرفتها بكرباج وكلابشات.. لأكتشف أنها «سادية»، لا تصل إلى اللذه الجنسية أو النشوة إلا بإيذاء الطرف الآخر (!!).
في البداية قررت أن تذبح رجولتى بالإهانة، وكشفت عن وجهها القبيح وهى تعترف بأنها تزوجت قبلى خمس رجال، وأنها تتجمل أمام العالم وتزعم أنها زوجه لوالد ابنها فقط.. وروت لى كيف كانت تبتزهم ماديا ليظهرون الخضوع أمامها..
ثم أخذت توسع كلبها المدلل ضربا وتطالبنى أن أشاركها في لذه تعذيبه.. وبحكم قراءاتى كنت أعرف أن هناك شخصيات مريضة يمكن علاجها عن طريق الطب النفسي أو محاولة تغيير سلوكها.. لكن كمية الأكاذيب والنفاق والتهديد والتوتر التي إكتشتفتها عنها جعلتنى في حالة نفور.. خاصة بعد أن بدأت تسبنى وتهددنى وتدعى أنها «صاحبة نفوذ» لأعتاد على ما تعتبره «نمط حياة»..
وحاولت أن تجبرنى على مشاهدة أفلام إباحية لأقتنع بأن ما تلح في طلبه وفعله «علاقة طبيعية»!.
بالطبع كان من المستحيل أن ألبى رغباتها الشاذة، خاصة بعد أن علمت أنها قتلت أمومتها بوحشية وتركت ابنها لأبيه يربيه لتتفرغ لطموحها وإرضاء غريزتها الوحشية.. فسقطت من نظرى تماما.
أحسست أنى في معتقل، فكانت تغلق على المنزل بالمفتاح حين تذهب لعملها حتى لا أهجرها وأعود لإنجلترا.. الغريب أنها كانت تحترف نشر «قاموس العشق» على الفيسبوك.. ثم فجأة تخلع القناع لتتحول إلى وحش بشرى، تحدثنى عن «العلاقات المثلية» في أوروبا، وعن تجاربها الجنسية المقززة.. ولا أدرى حتى الآن كيف سيطرت على وأصبحت مستلبا أمامها وهى تهيمن على كل شئ حتى جواز سفر أخفته عنى.. كان كل ما فيها ضد طبيعتى وتربيتى وميولى العاطفية، لقد جئت إلى مصر باحثا عن العشق والدفء.. كنت أراها «المرأه الحلم»، التي تتحد فيها صورة الوطن مع صفات الأنوثه.. فإذا بها ذئب.. «أكذوبة» تجذب ضحاياها بالزيف والتضليل وإدعاء الفضيلة.
الآن، لا أدرى ماذا أفعل بعد كل ما قدمته من تنازلات وتضحيات، هل أحاول علاجها ولو بنفسي، أم أهرب من زنزانتى وأحطم قيود القهر.. وأعود معتذرا لبيتى، لمطلقتى وإبنتى طالبا منهما السماح والمغفرة.. وأنا لا أضمن أن تقبلانى مجددا في حياتهما.. أعلم أنى أخطأت وأن ما ظننته سحابة حنون ترفعنى للسماء قد دفنتنى في مقبرة مفتاحها بيد «إمرأة سادية».. فماذا أفعل ؟!