صوت البلد للأنباء –
رصدت بلدية مدينة هود هشارون شمال “تل أبيب” وسط إسرائيل، أضرارا في نحو 100 منزل نتيجة القصف الصاروخي الإيراني مساء الثلاثاء.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن البلدية أن “حوالي 100 منزل في المدينة أصيبت بأضرار بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الليلة الماضية من إيران. ولم تقع إصابات بشرية نتيجة للهجوم”.
وأضافت البلدية أن “بعض الإصابات خطيرة وسيستغرق إصلاحها وقتا طويلا، وأن عشرات المنازل الأخرى كانت أخف تضررا”.
وكانت هيئة البث الرسمية أعلنت أن إيران أطلقت نحو 180 صاروخا على إسرائيل الليلة الماضية.
والثلاثاء، أعلنت إيران أنها أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بينما دوت صفارات الإنذار في كامل البلاد.
وجاء الهجوم الصاروخي “ردا على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية (بطهران نهاية يوليو/ تموز الماضي)، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان (اغتيلا في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي)”، وفق بيان للحرس الثوري الإيراني.
ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر التي سببها الهجوم الإيراني، وكذلك على الخسائر البشرية والمادية جراء حربها على قطاع غزة ولبنان، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بأي معلومات لوسائل إعلامية في هذا الشأن، إلا من خلال جهات إعلامية تخضع لرقابتها المشددة.
هذا وهددت إسرائيل بالرد على إطلاق إيران حوالى 200 صاروخ باتجاه أراضيها فيما توعدت طهران بأنها ستضرب “كل البنى التحتية” الإسرائيلية في حال مهاجمتها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ارتكبت إيران خطأ فادحا هذا المساء وستدفع الثمن” مؤكدا “سنحقق ما حددناه: من يهاجمنا نهاجمه”.
وقالت إيران إن “90 % من الصواريخ” التي اطلقت في الهجوم الكثيف على إسرائيل وهو الثاني في غضون ستة أشهر تقريبا، بلغت الهدف.
وقال رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري أن الهجوم “سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان (الإسرائيلي) سيتمّ استهدافها” في حال ردت إسرائيل.
وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي اطلق عليه اسم “الوعد الصادق 2” على ما ذكرت وسائل الاعلام الإيرانية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية أن سفنا أميركية أطلقت حوالي عشرة صواريخ اعتراضية دعما لإسرائيل.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء للتلفزيون الرسمي “حذّرنا القوات الأميركية بضرورة الانسحاب من هذه المسألة وعدم التدخل”، مضيفا بأنه تم تمرير الرسالة عبر السفارة السويسرية في طهران.
وأدى الهجوم إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة في إسرائيل وفق جهاز الإسعاف الإسرائيلي فيما قتل فلسطيني بشظايا صاروخ في أريحا في الضفة الغربية المحتلة على ما أفاد محافظ المدينة.
وانطلقت صافرات الإنذار في كل أرجاء إسرائيل وأغلق المجال الجوي فيها.
وسمع صحافيو وكالة فرانس برس دوي عشرات الانفجارات ورأوا آثار اعتراض الصواريخ في الجو. ولجأ مئات الأشخاص في محطة النقل البري في القدس الغربية إلى موقف سيارات تحت الأرض. وراح البعض يصلي والبعض الآخر يتابع التطورات عبر الهاتف النقال.
وبعد ساعة على الهجوم، دعا الجيش السكان إلى الخروج من الملاجئ.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف “قلب” إسرائيل ثأرا لاغتيال الأمين العام لحزب الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري عباس نيلفوروشان الذي قتل مع نصرالله الجمعة في لبنان.
واغتيل حسن نصرالله في غارة إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية فيما اغتيل اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نسبت لإسرائيل.
وأكد رئيس الأركان الإيراني أن الصواريخ استهدفت “القواعد الجوية العسكرية الرئيسية في الكيان الصهيوني (الاستخبارات) مركز الرعب وقاعدة نيفاتيم الجوية لطائرات اف-35 وقاعدة هتساريم الجوية التي استهدفت لاغتيال الشهيد نصرالله”.
وأكد باقري إن “جمهورية إيران الإسلامية احترمت المعايير اللازمة ولم تستهدف إلا قواعد عسكرية”.
وأضاف انه في حال تحركت إسرائيل “ضد سيادتنا وسلامة أراضينا” “ستتكرر العملية بكثافة أكبر وكل البنى التحتية للكيان ستستهدف”.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده مارست “حق الدفاع عن النفس” وتحلت “بقدر كبير من ضبط النفس خلال شهرين تقريبا من اجل الافساح في المجال أما وقف إطلاق النار في غزة”.
في 13 نيسان/أبريل، وردا على ضربة قاتلة نسبت إلى إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق، أطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالى 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ تمّ اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أخرى بينها الولايات المتحدة. وسمي الهجوم “الوعد الصادق”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن “الولايات المتحدة تساند إسرائيل بالكامل” مضيفا أن مناقشات “تجرى” مع إسرائيل لتنسيق الرد على الهجوم الإيراني.
وأكد وزير الخارجية الإيراني الأربعاء أن طهران لم تجر أي تواصل مع واشنطن قبل شن هجومها.
وتوالت ردود الفعل المنددة بالهجوم والمطالبة بوقف التصعيد وإطلاق النار.
وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء من أن الهجوم “قد يؤدي إلى اشتعال” الشرق الأوسط.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأربعاء للبحث في التصعيد في الشرق الأوسط.
وتحذّر دول غربية والأمم المتحدة منذ أشهر من تداعيات الحرب المدمّرة المتواصلة في قطاع غزة منذ سنة بين إسرائيل وحركة حماس، على المنطقة.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل تسبب بمقتل 1205 أشخاص، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
وقبيل الهجوم الإيراني الثلاثاء، قتل سبعة مدنيين في هجوم نفذه شخصان بأسلحة أوتوماتيكية والسلاح الأبيض في تل أبيب. ونفذ الهجوم فلسطينيان من الضفة الغربية استشهد أحدهما وأصيب الأخر، بحسب الشرطة الإسرائيلية.
وكان حزب الله حليف حماس، أعلن في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، فتح “جبهة إسناد” عبر الحدود اللبنانية ضد إسرائيل وراح يتبادل القصف مع إسرائيل بشكل يومي.