صوت البلد للأنباء –
أجمع معظم طلبة الثانوية العامة “التوجيهي” وأولياء أمورهم على صعوبة إمتحان مبحث اللغة العربية مؤكدين أن الأسئلة لم تكن مباشرة ولم تراع الفروق الفردية بين الطلبة وتتطلب مستوى عال من الفهم والتحليل ما أصابهم بالإحباط والخوف لاسيما وأنهم ما زالوا في بداية الإمتحانات .
وقالوا أن مجمل الاسئلة كانت دقيقة جدا وبحاجة لوقت اطول من الوقت المحدد مؤكدين ان مستويات الاسئلة كانت مرتفعة وصياغتها معقدة ما جعل من الصعب على الكثير منهم فهمها والإجابة عليها بشكل كامل مستنكرين آلية وضع الاسئلة وانها ليست ضمن المستوى الذي اعتاد عليه طلاب الثانوية العامة مؤكدين ان الهدف من ذلك بحسب الطلبة هو تقليل نسب النجاح بالامتحانات.
وتمنى الطلبة من وزارة التربية والتعليم ان تأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار أثناء عملية تصحيح الامتحان لضمان تحقيق العدالة وتخفيف حدة القلق الذي يعيشونه في هذه الفترة الحرجة من مسيرتهم التعليمية.
اهالي الطلبة قالوا عبر ” صوت البلد ” إن استمرار هذا النمط من الامتحانات الصعبة يخلق جوّا من الرعب المستمر حول التوجيهي متسائلين عن الهدف من وضع اسئلة غامضة تحتمل اجابات ملتوية ومتعددة وتصعيبها بهذا الشكل الاستعراضي ، مؤكدين ان هذا النهج لا يخدم سوى زيادة التوتر والقلق لدى الطلاب وأهاليهم دون تقديم فوائد واضحة تسهم في تحسين جودة التعليم .
وتساءل اولياء الامور ان كان هناك امر ممنهج يهدف من خلاله من يضع الاسئلة الى تقليل نسب النجاح ووضع عراقيل امام الطلبة في بداية الامتحانات ليبقى الطلبة واهاليهم تحت الضغط والرعب والاحباط مؤكدين ان امتحانات التوجيهي في كل دول العالم المتقدم تتم بأريحية واجواء مريحة ومهيئة للطلبة للمراحل الجامعية الا في الاردن تتم بأجواء مشحونة بالقلق والتوتر وكأن هناك عداء وانتقام بين من يضع الاسئلة وبين الطلبة محملين وزير التربية والتعليم مسؤولية الاحباط والفشل الذي رافق امتحان اللغة العربية .
واضافوا ان على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في هذا النهج ، والبحث عن طرق لتحقيق الأهداف التعليمية بما يضمن العدالة والانصاف لجميع الطلبة دون قهر الطلاب وأهاليهم.
ووجه احد اولياء الامور سؤالا للقائمين على وضع اسئلة الاختبارات ماذا كانوا سيقولون لو وضعت اسئلة بهذا الشكل لهم ابان ان كانوا طلبة توجيهي ؟ وهل كنتم ستقبلون ذلك ؟.
من جهته قال مدرس مادة اللغة العربية الاستاذ موسى السفاريني انني لم اكن مسرورا من هذه الاسئلة لاسيما وانني ارى الخوف في عيون الطلبة مؤكدا ان اسئلة ضع دائرة في الامتحان كانت صعبة جدا والامتحان بطبيعته متوسط ويميل للصعوبة .
واضاف السفاريني انه لا يوجد خيارات لحل اي سؤال بسرعة والخيارات كانت زخمة وبحاجة لاستنتاجات ووقت طويل مبينا ان هناك 3 اسئلة عليها خلافات بين المعلمين وتحتمل اكثر من اجابة صحيحة متأملا من الوزارة ان تأخذ ذلك بعين الاعتبار عند التصحيح .
واشار اننا لم نعتد ان تأتي اسئلة النصوص بهذا المستوى وبعض الاجابات ليست من النص بل من جو النص لافتا انه ” تم اهلاك الطلبة دلالات ولم يأتي شيء مباشر من الكتاب ” وان 26 دائرة بحاجة لاستنتاج ووقت طويل وان بعض الطلبة لم يسعفه الوقت لكتابة نص التعبير لضيق الوقت وزخامة الاسئلة .
وقالت اخصائية علم النفس التربوي الدكتورة عائشة السوالمة ان الامتحانات الصعبة تضع الطلاب تحت ضغط نفسي كبير وترفع مستويات التوتر والقلق بينهم مشيرة ان على الطلبة عدم الالتفات الى الامتحان الذي يمضي والتركيز على استقبال الامتحانات القادمة بثقة عالية .
واشارت السوالمة إن استمرار هذا النمط من الامتحانات الصعبة يخلق جوًا من الرعب المستمر حول التوجيهي وبات يتكرر سنويًا ويصبح كابوسًا يعيشه الطلاب والأهالي مبينة انه من الافضل للاهل وخصوصا الوالدين امتصاص هذا القلق حتى لا يؤثر على تحصيل ابنائهم .
من جهته قال مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم محمد شحادة، إن أسئلة امتحان اللغة العربية الذي تقدم إليه طلبة الثانوية العامة جاءت متوازنة وضمن مستويات حددتها الوزارة.
وأضاف أن اللجان المشرفة المختصة التي تناقش الأسئلة بعد نهاية كل امتحان أكدت مراعاة الأسئلة للفروق الفردية للطلبة.
وكانت ساحات المدارس التي عقد بها امتحانات الثانوية العامة شهدت حالات اغماء وبكاء شديدين من قبل بعض المتقدمين للامتحان وخصوصاً الإناث وذلك نتيجة لصعوبة اسئلة امتحان مادة اللغة العربية .
وفي الختام أجمع الجميع من الطلبة والاهالي على تحميل وزير التربية مسؤولية صعوبة الاسئلة وتدمير جيل بأكمله من ابنائهم متسائلين كيف تمت الموافقة على هذه الاسئلة؟ ولماذا لا يكون هناك متابعة و مراقبة على اللجان المعنية بوضع الاسئلة وضرورة مراعاة الفروقات الفردية بين الطلبة ؟
فهل ستفعلها الوزارة وتنصف هؤلاء الطلبة ؟ .