صوت البلد للأنباء –
في منزل بسيط و لكن عندما تراه تشعر بأن ما يعيش به لديه ذوق خاص … هادئ …. الوان الحوائط باللون الوردي الهادئ … الأثاث مليئ بالألوان الهادئه المريحه للعين …. المنزل ذو حديقه صغيره بها أرجوحه و بعض من الورود الجميله …..توجد تلك الفتاه التي تخف أنفاسك من أول وهله يقع نظرك عليها …. عينان خضراء عندما تنظر بقرب لهما ترى مقدار من اللون الازرق بالقرب من البقعه السوداء في العين ….. شعر أ**د حريري ينتهي عند خصرها …. طولها 169 سم …. جسد رشيق ذو منحنيات يموت لاجلها الرجال …. ذات بشره بيضاء نقيه….. هي بالمختصر ملاك …. ملاك لا يستطيع الكلام …. هذه ورد .
استيقظت في تمام الساعه السابعه و النصف فاليوم هو الأول في عامها الدراسي الأخير في كلية الآداب قسم التاريخ ….
ورد لنفسها : يا الله مرر هذه السنه على خير …يكفي معاناتي السنين الفائته ….
تذهب لحمامها تقوم بعمل روتينها اليومي و تقف أمام خزانتها تتطلع لما سترتديه اليوم …. التقطت جينز أزرق فاتح يحدد ملامح ساقيها الرشيقتان …. مع قميص أبيض قصير من الأمام طويل من الخلف يوجد به من أعلى الكتف إ**سوار يشبه ما يرتدوه أصحاب فرق الروك الغنائيه …. مع حذاء رياضي أبيض بنفس الأ**سوار و حقيبه باللون الأ**سوار الأ**د … تركت شعرها منسدلا على طول ظهرها مع ماسكرا خفيفه و ملمع للشفاه باللون الوردي الهادئ ……
صعدت لسيارتها بإتجاه الكليه و لكن بالأول توقفت قليلا عند محل للورود هي صاحبته يسمى ب My flower ذهبت للداخل لتجد مساعدتها في المحل حسناء ….
حسناء : صباح الخير ورد …. كيف حالك …
قامت ورد بإخراج دفتر و قلم و كتبت به لحسناء ….
ورد : صباح الخير حسناء …. بخير …. سأذهب للجامعه الآن …. سآتي بعد أن انهي محاضراتي …..
حسناء : حسنا حبيبتي … الله معكي ….
ابتسمت لها ورد و خرجت لتذهب بطريقها …
حسناء ليست فقط مساعدة ورد … هي صديقتها و أختها …. لا يوجد أحد يفهم و يشعر بورد كحسناء …….
في مكان آخر أو بمعنى آخر في قصر يمتاز بطابعه الهادئ و ذوقه الراقي … يمتاز باللذوق العصري ذو الالوان الهادئه … داخل الجناح الخاص يقف هو بجسده الرياضي ذو العضلات المنحوته على جسده الذي يمتاز باللون البرونزي ….. يمتلك عينان حادتان باللون الرمادي … شعر أ**د ناعم …. ذقن خفيف مرسوم على وجهه الوسيم الرجولي …. هو نزار الرجل الذي يلقب بالقيصر …. هو قيصر الأقتصاد يمتلك شركات و أعمال بجميع أنحاء العالم …. له في كل بلد منزل و عشيقه …. لعوب و لكنه لا يثق في إمرأه قط ….
نزار و هو يتحدث لمن ترقد في فراشه : أنتي … إستيقظي هيا …. يجب عليكي الذهاب ….
المرأه : سيد نزار … صباح الخير …
نزار : صباح الخير ….. الشيك في حقيبتك ….
المرأه : شكرا لك ….. سأرتدي ملابسي و أذهب ….
نزار : يمكنكي أخذ حماما و الإفطار ثم تذهبي ….
المرأه : شكرا لك سيدي …. أنت حقا رجل نبيل ….. لا رجل يفعل معي هذا …
نزار بإبتسامه : أنا لست كأي رجل … فأنا القيصر ……
يتركها نزار لتذهب للحمام و ينزل ليتناول إفطاره و يتجه بعد ذلك للجامعه حيث يقوم بتدريس مادة التاريخ الفرعوني لطلاب السنه النهائيه لكلية الآداب قسم التاريخ …..
……………………………
كانت ورد في طريقها لقاعة المحاضرات حيث أول محاضره لها و هي التاريخ الفرعوني … كانت قلقه لأن هذا الدكتور هو جديد عليها و لا يعلم بأنها خرساء …. كيف سيتعامل معها …. فجميع الدكاتره الآخرين كانوا يعلموا بها فيعاملونها على هذا الأساس …. كانت خائفه أن يحرجها أمام الطلبه …. الطلبه ااااه قلق آخر فهناك بعض الفتيات التي يقمن بمضايقتها …. لذلك كانت ورد تتعمد التأخر قليلا على المحاضرات حتى لا يقمن بقول ماهو جارح لها …. و كانت الدكاتره تقدر ذلك و يقوموا بحجز مقعد لها في الصف الأول …. فهي طالبه مجتهده …. تحب الدراسه …… لم تشعر بنفسها إلا وهي تقف أمام باب قاعة المحاضرات ….. قامت برفع يدها بخوف لتطرق الباب …. طرقت الباب ثم فتحته و خطت خطوتها الأولى تقف أمام الدكتور …..
نزار : هل سمحت لكي بالدخول يا آنسه …
تحدث نزار و لكن لم يأتيه الرد فقط ال**ت و نظرات متوتره من نظر منخفض من فتاه رقص قلبه فقط من رائحة عطرها ……
نزار : لماذا لا تجيبي يا فتاه …..
إحدى الطلبه بسخريه : هههه إنها خرساء دكتور ….
نزار : و هل سمحت لكي بالحديث … إلى الخارج هيا ….
تحمل الفتاه حقيبتها لتذهب للخارج و هي تنظر لورد بحقد و كره ……
أخرجت ورد الدفتر و القلم من حقيبتها و كتبت عليه …. و أعطته لنزار ليقرأه ….. التقطه منها و على وجه علامات الدهشه و الإستغراب …..
ورد : آسفه حقا للتأخير …. أدعى ورد …. والفتاه ليست مخطأه فأنا خرساء ….
صدم نزار مما قرأه تمالك نفسه كتب شيئا في دفترها و أعاده لها …..
نزار : حسنا آنسه ورد …. يمكنكي الدخول و الجلوس ….
تنظر ورد للمقاعد لتجد مقعد فارغ في الصف الأول هو نفس مقعدها فالطلبه قد إعتادوا أن هذا مقعد ورد …. ذهبت ورد وجلست مكانها لتفتح دفترها و تجد نزار كتب لها عباره … ( أريدك في مكتبي بعد إنتهاء المحاضره ) …
نظرت له وجدته يقف ليعرف عن نفسه للطلبه ….
نزار : أدعى نزار الهادي …. سأقوم بتدريسكم مادة التاريخ الفرعوني لهذا العام ….
طالب : دكتور هل أنت نفسه قيصر الأقتصاد ..
نزار بإبتسامه جانبيه : نعم أنا هو …
تفاجأ الطلاب و خصوصا الفتيات اللائي تخرج من عيونهن القلوب …..
كانت ورد تراقب ما يحدث و تشعر بقلبها سيخرج للذي أمامها …. لقد نبض قلبها منذ لحظة سماع صوته …. عندما نظرت في عينيه و هو يحدثها …. تمالكت نفسها و ركزت مع ما يقوم بشرحه …. بدأت كتابة النقاط الهامه التي يقولها …. و ما سيكون مطلوب منهم عمله …..
إنتهت المحاضره و خرجت الطلبه …. كانت ورد تنتظر خروج الطلبه حتى تذهب هي لكي لا يضايقوها بحديثهم …. الشباب يقومون بمعاتها …. و الفتيات يلقبونها بالخرساء حقدا و غيره و سخريه …..
خرج نزار و قبل خروجه نظر للقابعه مكانها تنتظر خروج الطلبه …. شك ان تكون لم تقرأ رسالته او تكون قد نست …. ذهب وقف أمامها ….
نزار : آنسه ورد … تفضلي معي لمكتبي …
أومأت ورد له و وقفت من مكانها لتذهب معه …. كانت تتسأل ماذا يريد مني يا ترى ……
تمشي خلفه و هي تفكر في السبب الذي جعله يدعوها لمكتبه …. تملك التوتر منها و هي تشتم رائحته النفاذه …. تراه كيف يسير بثقه و كبرياء … هي علمت من يكون منذ أن رأته …. فهي أجل بسيطه و لكنها من أسره راقيه علمتها ضرورة متابعة ما يدور حولها في عالم الإقتصاد و السياسه ….. تعلم من هو القيصر ….
كان يسير و قلبه ينبض بقوه للتي خلفه يتسائل … لما ينبض بهذه القوه الآن … لماذا …. كان قد وصل إلى مكتبه … ليقوم بفتح الباب و النظر لها …..
نزار : تفضلي بالدخول آنسه ورد …
تومئ له ورد بإبتسامه و تدخل …. يدخل هو بعدها و يقوم بإغلاق الباب ليتجه لمكتبه و يجلس و يشير لها بالجلوس لتجلس هي الأخرى … تنظر للمكتب بإعجاب من ذوقه الراقي البسيط و لكن يلفت إنتباهها باقه من الورود موضوعه بالفاز الذي بجانبه فهذه الورود لا يوجد غير محلها يبيعها لأنها نادره و باهظة الثمن …….
نظر لها ليجد حاجبيها معقودان في تفكير …. وهي تنظر لباقة الورود ….
نزار : يبدو أنكي تحبي الورود و تعرفينها جيدا أيضا …..
تخرج دفترها لتكتب عليه … أخذت مده في الكتابه و هو ينظر لها بترقب لما ستكتبه … أعطته الدفتر ليقرأ …
ورد : في حقيقة الامر هي زهرة طبيعية و لكنها نادرة فهي موجودة في ( تركيا ) و تنمو هذه الزهرة بالتحديد في قرية تسمي Halfeti و لكن هذه القرية لم تعد موجودة فقد دفنت تحت الارض مثلها مثل العديد من القرى الموجودة في تركيا بسبب بناء سد Birecik و لكنها بنيت علي ارض قرية اخري سميت Karaotak والتي تبعد عن مكان القرية الاصلي بحوالي 10 كيلو متر .
و هذه القرية كانت تشتهر بوجود هذه الزهور السوداء و التي تنمو خلال فصل الصيف و لكن عندما انتقلت القرية للمكان الجديد تم اهمال زراعة هذه الزهرة الجذابة ففي عام 1990 عند انتقال سكان القرية من قريتهم بعد بناء السد كادت تلك الزهرة ان توشك علي الانقراض و لكن مؤخراً بدا اهالي القرية مرة أخرى في الاهتمام بزراعتها مرة أخرى وبدأ بعض المسئولين في القرية أن يبذلوا جهودا كثيرة لحفظ تلك الورود مِن الانقراض فأمروا بجمع الشتلات من منازل القرية و زراعتها في المحميات الخضراء حفاظا عليها من الانقراض و تم وضعها في محميات طبيعية مخصصة و م**مة للحفاظ عليها ، و تعتبرتلك الوردة السوداء في القرية رمزا للغموض و الموت والأمل والعاطفة وكذلك الأخبار السيئة .
كان يقرأ و على وجهه ملامح الدهشه … كيف لها أن تعلم هذا …
نزار بإعجاب : كيف علمتي هذا ؟
التقطت ورد البطاقه الموجوده على باقة الورود و وضعتها أمامه … طالع هو البطاقه ليقرأها ويجد عليها My Flower ……
نزار : أنا لا أفهم شيء … وضحي أكثر …
تأخذ ورد منه الدفتر و تبدأ الكتابه … وتعطيه له بعد إنتهائها ….
ورد : أنا صاحبة محل My flower للورود …. و الزهره السوداء لا يوجد محل آخر يبيعها غيري …..
نزار بإندهاش : واااو … هذا غريب …. فأنا أعشق هذه الزهره … و لكني مندهش انكي انت صاحبة المحل … فأنا زبون دائم لشراء هذه الزهره …. و للأمانه زهورك رائعه ….
تكتب ورد مرة أخرى و تعطي الدفتر له ….
ورد : شكرا لك …. يسعدني أن ورودي تعجبك …
نزار بجديه : و الآن آنسه ورد …. أخبريني كيف يتم التعامل معكي حتى لا أسبب لكي الحرج … و أيضا كيف سأقوم بإختبارك شفهي …. و إجابتي خلال المحاضرات …
ورد بعد أن كتبت له : أولا شكرا لك لأنك لا تريد إحراجي …. ثانيا : الإختبارات الشفهي أقوم بها في مكتب الدكتور حتى لا أقوم بأخذ الكثير من الوقت من وقت الإختبار لباقي الطلبه …… أما إجاباتي خلال المحاضرات أكون آخر طالبه يقوم الدكتور بسؤالها حتى لا اضيع الوقت …..
نزار : جيد آنسه ورد … جيد ….إذا أردتي أي مساعده في الماده لا تترددي بالقدوم إلي …
تومئ له ورد و هي تنهض من مكانها تستعد للذهاب ليبتسم لها ……
نزار بعد أن ذهبت ورد : لماذا تنبض أيها القلب … نعم هي جميله و بريئه أنها فعلا تجعل أي رجل يريدها …. لكن لماذا أشعر بالتملك تجاهها …. لماذا أريد حمايتها …..لماذا أنا لطيف معها هكذا …. لماذا أخاف على إحساسها من أن يجرح ….. هل من الممكن أن …..
يأخذ حقيبته و يذهب لقد أنتهي يومه في الجامعه و عليه أن يذهب إلى مقر مجموعة شركاته ….. فهو قد فزع من فكرة حبه لها …. هو بحياته لم يحب إمرأه …. هو لم يثق بإمرأه …
………………………
خرجت من مكتبه و هي تشعر بإرتجافه تسري في جسدها … عيناه الحادتان اللتان شعرت بأنها يخترقا قلبها ….. عطره الرجولي …. صوته العميق الدافئ …. لطفه في الحديث و حرصه على عدم إحراجها …
ورد لنفسها : ماذا بكي يا ورد … لماذا أثر بكي هكذا … لم يؤثر بكي أحدا من قبل …هل من الممكن أن تكوني …. لا لا حمقاء أنتي …. هل تظنيه سيبادلكي مشاعرك …. هل سوف يحب خرساء ……..
تنهي ورد يومها الجامعي لتتجه إلى حسناء في محل الورود ….
حسناء بإبتسامه : أهلا بكي ورد …. كيف حالك …. أخبريني ما حدث معكي … هل هناك أحد ضايق وردتي … هيا هيا اخبريني ….
تضحك ورد و تبدء بكتابة كل شيء لها حتى ما تشعر به تجاه نزار فهي لا تخفي عنها شيء ….
حسناء بصدمه : القيصر بذاته يدرس لكي هذا العام …. أوصفيه لي … يقولون أنه وسيم جدا و النساء تتهافت عليه ….
ورد لنفسها و هي تبتسم بحزن : معكي حق …. هل سيترك جميع النساء و ينظر لي أنا …
حسناء : هاي … ورد أين ذهبتي ….
تعطيها ورد الدفتر بعد أن كتبت لها به شيء …
ورد : حسناء هل تظنيه سيراني … هل سوف يحبني يوما ما ….. هل يترك نساءه من أجلي أنا … ورد الخرساء
حسناء بغضب : هل أنتي غ*يه …. لا تقللي من قدر نفسك مرة أخرى …. هل نسيتي من تكوني … أنتي ورد جاسر سيف الدين …. إبنة السفير جاسر سيف الدين … لا تقللي من قدرك ابدا ليس لأنكي لا تستطيعي الكلام تقللي من قدر نفسك … لا ورد … لا إذا كان هو القيصر فأنتي ورد ….
أنهت حسناء حديثها لتتند براحه و تنظر لورد لتجدها تبكي و دموعها تجري على وجنتيها … لتحتضنها بقوه و هي تردف
حسناء بحنان : لا تبكي ورد …. لا تبكي … لم أقصد أن أحزنك و لكن لا أستطيع أن أراكي هكذا … لا تغضبي مني … حسنا …
تنظر لها ورد و هي تمسح دموعها بكفيها كالأطفال ….
حسناء : حسنا أيتها الطفله ماذا نطلب للغداء … ماذا تريدي …
ورد بعد ان كتبت في دفترها : ما رأيك ان نطلب برجر مع كولا و بطاطس مقليه …
حسناء : واااو … لقد جوعت … حسنا سأطلب الآن ….
…………………………
يدخل إلى مقر شركاته يقف الجميع إحتراما له …. النساء ينظرن إليه بإعجاب يتمنون ليله واحده معه … و لكنهم يعلمون بأن ليست أي إمرأه تحظى بشرف قضاء ليله معه ….
يدخل المصعد الخاص به و يضغط على زر الطابق 35 الاخير الذي يوجد به مكتبه ….
نزار للسكرتيره : منال … أحضري جدول الاعمال و القهوه الخاصه بي … و ايضا اخبري أحمد بأنني أريده في مكتبي الآن …
منال : حاضر سيدي …
يدلف لمكتبه و يخلع سترته و يجلس على الكرسي ليطغى كبرياءه و سيطرته على المكان … يسمع طرقات على الباب ليسمح للطارق بالدخول ….
أحمد : قيصر … لقد اخبرتني السكرتيره بأنك تريدني …
نزار : أجلس أحمد أريدك بموضوع خارج العمل ….
أحمد بقلق : ماذا هناك نزار …. لا تقلقني ….
يقاطع حديثهم طرقات على الباب و دخول منتل لتضع الأوراق و القهوه وتخرج …
أحمد : هيا نزار أخبرني …
نزار : يبدو أني وقعت بالحب ….
أحمد بصدمه : ماذا …. القيصر وقع بالحب …. من تكون تلك التي حركت الصخره القابعه بص*رك …..
نزار : ورد …
أحمد : ورد … و من تكون …
نزار : طالبه عندي في السنه النهائيه …. ملاك يا أحمد … ملاك لا يستطيع الكلام …..
أحمد : ماذا تقصد بلا تستطيع الكلام …
نزار : هي خرساء ……
أحمد : نزار …. هل أنت جاد
نزار : أجل … و الآن أريد منك أن تجلب لي جميع المعلومات عنها … هي أيضا صاحبة محل My Flower …..
أحمد بدهشه : أليس هذا المحل الذي يأتينا منه كل يوم الورود للشركه و أيضا زهرتك السوداء …..
نزار : أجل هو ….
أحمد : حسنا غدا ستكون لدك جميع المعلومات …..
يخرج أحمد و يترك نزار يفكر بورد و يتخيلها كأنه يراها أمامه ليردف …
نزار لنفسه بإبتسامه دافئه : وردتي الخرساء ..
كان يفكر بها طوال عمله في مكتبه … يريد ان يراها …. يريد ان يستنشق عطرها …. يرى عيناها اللتان للآن لا يستطيع نسيانهما …. كان سيخرج من مكتبه لولا دخول أحمد ….
أحمد : نزار …. لقد أحضرت لك ما تريده من معلومات حول ورد ….
نزار بلهفه : هيا أخبرني كل شيء …
أحمد و هو يفتح الملف الذي بين يديه :
ورد جاسر سيف الدين
العمر : 20 عاما
والدها : السفير جاسر سيف الدين …. كان سفيرا لدي بريطانيا ….
والدتها : ياسمين أحمد الهادي
تعيش بمفردها بعد موت والديها بحادث سياره الشرطه كانت تشك بأن الحادث مفتعل و حققت به ولم تصل لنتيجه من التحقيقات لذلك اغلق التحقيق … كانت معهم بهذا الحادث كانت بالخامسة عشر من عمرها و عندما علمت بوفاة والديها و هي بالمشفى أصبحت لا تستطيع التحدث من الصدمه … الأطباء قالوا أنها لن تستطيع التحدث مرة أخرى الا بعد أن تتعرض لصدمه أو موقف يدفعها للكلام …
بعد الحادث قامت أسرة صديقتها حسناء بالإعتناء بها حيث هي لم تكن تعرف أي أقرباء لها نظرا لظروف عمل والدها و تنقلهم من بلد لآخر … عاشت معهم و عندما ءصبحت بالثامنة عشر من عمرها اشترت منزل لنفسها و أيضا محل الورد ….. فوالداها تركا لها الكثير من المال مما جعلها تعيش بمستوى راقي … و لكنها تحب البساطه …..
أنتهى أحمد من حديثه و هو ينظر إلى نزار الذي بدى على وجهه ملامح التفكير ….
نزار : قلت ان والدتها تدعى ياسمين الهادي …
أحمد : أجل … هذا ما يوجد هنا …
نزار و هو مازال يفكر : أعتقد أن أبي و أمي كانا يخبراني بأن لوالدي ابنة عم قد ماتت في حادث سياره في لندن هي و زوجهاو كان معهم ابنتهم و أبي كان يبحث عنها ….
أحمد بصدمه : هل تقول أن ورد هذه الفتاه …
نزار : أظن ذلك … و لكن يجب أن أتأكد اولا … الآن اريد منك أن تضع حراسه خاصه لها …. لكن بدون أن تشعر هي ….
أحمد : حسنا نزار …
انهى نزار كلامه مع أحمد ليذهب للخارج … صعد لسيارته و ذهب باتجاه محل ورد … يريد أن يراها … وقف بسيارته أمام المحل و نزل منها ذهب بإتجاه ورد ليجدها تشرب فنجان من القهوه و صوت فيروز يصدح في أرجاء المحل بأغنية أعطني الناي و غني ….. وقف يحدق بوجهها بهيام وهي مغلقة عيناها ليجدها قد غيرت ثيابها لفستان رقيق طويل باللون الوردي الهادئ مع شال على كتفيها باللون الابيض به ورود صغيره بنفس لون الفستان … مع شعرها الذي صففته بجديله فرنسيه مع ترك خصلات منسابه على وجهها مع أحمر شفاه باللون الوردي الهادي مع رسمه خفيفه لعيانها بالآيلاينر …. كانت ملاك أنزل للأرض ….تقدم منها بهدوء و همس في أذنها …
نزار بهمس : ورد ….
لم تفزع ورد او تنتفض لقد علمت بوجوده منذ أن دخل المحل …. فهي أشتمت رائحته التي أسكرتها فأبقت عيناها مغلقه لتستمتع بهذه الرائحه … و عندما همس بأسمها شعرت برجفه تسير بجسدها لتفتح عينيها و تنظر إليه …..
كان هو شعر بتأثيره عليها و رجفة جسدها إبتسم بجانبيه لهذا التأثير … و عندما فتحت عينيها حدق بها و سرح بتلك العينان اللتان سحرتاه ….. رأى الزرقه المحيطه بتلك البقعه السوداء و الخضار الذي يغلف تلك الزرقه …..
كانت تنظر لرماديتاه ترى بهما الدفئ و الحنان … تشعر بالدفئ من أنفاسه التي تض*ب وجهها …. تستنشق عطره النفاذ …. ذقنه الخفيف الذي يحدد معالم فكه الحاد … شعره الاسود الناعم الذي تقاوم لمسه و تغلغل أصابعها فيه ……
نزار بتخدر : مساء الخير ورد
ارتبكت ورد من قربه و أنفاسه التي تض*ب وجهها … أخذت تبحث عن الدفتر و القلم … الدفتر كان أمامها و لكن من توترها لم تراه …. إمتدت يد نزار ليأخذ الدفتر و يعطيه لها … و لكن عندما كانت تأخذه منه لمست يدها يده … نظرا ب**ت لبعضهما لتفاجأ هي برفعه ليدها و يضع شفتيه علي باطنها ليقبلها قبله دافئه يعبر بها عن حبه لها …. أغمضت ورد عيناها لتستمتع بهذا الأحساس … قلبها الذي ينبض بقوه لا تستطيع تمالك نفسها أكثر …. ليقوم هو بما جعلها تنهار بين يديه … أخذ يدها و وضعها على ص*ره جهة قلبه لتشعر بقلبه الذي ينبض بجنون لها …. فتحت عينيها لتنظر له لتجده ينظر لها بهيام و حب ….