صوت البلد للأنباء –
كتبت.. مايا كركار
لم تقف النظرة الاجتماعية عائقا امام أسماء المصابة بمتلازمة داون في زيادة مهارتها في الاتصال والتواصل بعد تطوعها في مؤسسات المجتمع المدني ونجحت في مساعدة مصابي متلازمة دارون في الانخراط بالمجتمع والوصل الى وظيفة دائمة.
الشابة أسماء خالد 25 عاما» والمندفعة للانخراط في المجتمع قصة نجاح أخذت على عاتقها أن تعيش حياة طبيعية، متناسية ثقافة المجتمع ونظرته السلبية تجاه هذه الفئة، والتي تحتاج لرعاية ودعم نفسي، خاصة في ظل تميز بعض مصابيها بالذكاء والاستجابة وتقبل الآخرين.
وتقول اسماء «لقد اصبت بهذا المرض منذ ولادتي وكان لدي الارادة القوية لتحقيق أحلامي بمساعدة أسرتي ولم استسلم لصعوبات الحياة، من خلال جهودي وإصراري على تحقيق أحلامي تمكنت من تحقيق حلمي في الاعتماد على نفسي والعمل وتقديم قصة نجاح لمصابي متلازمة داون على الانخراط في المجتمع.
وتضيف «عائلتي دعمتني بعد اصابتي بالمتلازمة ووفقت الى جانبي حتى رسخت في وجداني ان الاصابة لن تكون عائقاً في طريق نجاحي وإنما تحولت الى دافع أساسي لهم ولي لمحاولة تخطي الصعاب والعقبات والوصل الى هذه النتيجة التي تعد قصة نجاح للمصابين بهذا المرض.
وتتابع «بدأت قصتي عندما تعلمت الأشغال اليدوية من خلال الدورات التدريبية المستمرة وبعد امتلاكي للمهارات الفنية بهذه المهنة بدأت في بيع ما انتجه في البازارات الخيرية مما مكنني من الحصول على وظيفة دائمة.
ومضت تقول «أردت أن أثبت للعالم أن المصابين بمتلازمة داون لديهم القدرة على الاندماج بالمجتمع ويمكنهم تحقيق أي شيء يريدونه، إذا كان لديهم الإرادة والتحدي اللازمين.
وتضيف اسماء «لاحظت عائلتي قدرتي على التواصل والتعامل مع الأفراد والاندماج في المجتمع، عندما قررت التطوع مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني لمساعدة مصابي متلازمة داون على الاندماج في المجتمع لثبت للمجتمع بأنهم جزء لا يتجزأ منه، مقدرة الدعم اللامحدود من اسرتها التي مكنتها من النجاح مسذكرة مشاركة عائلتها معها في العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
وتوضح «واجهتني العديد من المشكلات ابرزها نظرة المجتمع لي لأنني مصابة بمتلازمة داون، إلا أنني لم استسلم بتاتا وبدأت في العمل في صالونات التجميل، وشاركت في العديد من الدورات التدريبية لمصابي متلازمة داون، وبدأت في التطوع في مؤسسات المجتمع المدني، وعملت بجد لتطوير مهاراتي الاجتماعية لمساعدة غيري من المصابين ولاثبت أهميتهم في المجتمع».
وتضيف اسماء «يجب التعامل مع مصابي متلازمة داون في المجتمع على أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع كأي فرد فيه، نظراً للمشكلات التي تواجههم، ولا بد من إتاحة الفرص لهم وتوفير الدعم اللازم لهم في المدارس والجامعات ومنشآت التدريب المهني لتشجيعهم على الاندماج في المجتمع لتمكنهم من الانخراط في المجتمع وتشجيعهم للمشاركة في جميع الانشطة الاجتماعية.
وتؤكد «الان انا موظفة في بيان بيوتي سنتر وانا معيلة لنفسي ولاسرتي من خلال الدخل الذي احصل عليه من عملي.
وقدمت أسماء الشكر الجزيل الى عائلتها وكل من عمل على فهمها ومساعدتها لتصل لهذه المرحلة التي هي معتمدة على ذاتها فيها كأي فرد طبيعي في المجتمع مختتمة قصتها قائلة «لولا ماما وبابا واخواتي أنا ما كنت قدرت أكمل، شكرا لأنكم ساعدتوني وكنتم معي دائما ويارب أقدر أنا أساعدكم وأكون معكم هلأ « بهذه الكلمات النابعة من القلب اختتمت أسماء قصتها لتترك أثراً إيجابياً وتكون سبباً في تغيير حياة العديد من مصابي متلازمة داون وسبباً في نجاحهم.
وتعد متلازمة داون إحدى أكثر الإعاقات الجينية شيوعاً، حيث يتم تقدير وجودها في حوالي واحد من كل 700 إلى 1000 ولادة، حيث يعاني المصابون بمتلازمة داون من تأخر في التطور العقلي والجسدي، إضافة إلى مشاكل صحية عديدة.