صوت البلد للأنباء –
يواصل إنتر ميلان تقديم العروض المميزة، تحت قيادة مدربه سيموني إنزاغي، الذي تمكن من تشكيل فريق قوي هجوميًّا وصلد دفاعيًّا، لدرجة يُصنَف معها -حسب مراقبين- في خانة “الفريق الأفضل في أوروبا”.
وحقق إنتر ميلان فوزًا كبيرًا جديدًا، أمس الجمعة، وهذه المرة برباعية نظيفة، دك بها الفريق اللومباردي شباك ساليرنيتانا ببطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
وحاليًّا، بات إنتر يتصدر جدول ترتيب الدوري الإيطالي، بفارق 10 نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه (يوفنتوس)، علمًا أن كلا الفريقين خاض 24 مباراة حتى الآن.
وبنظرة سريعة إلى نتائج إنتر ميلان في الدوري الإيطالي هذا الموسم، نجد أن الفريق المُلقب بـ”الأفاعي” تمكن من تحقيق 20 فوزًا و3 تعادلات، مقابل هزيمة واحدة، يعود تاريخها إلى شهر سبتمبر/ أيلول الماضي؛ أي منذ نحو 5 أشهر كاملة.
وبالإضافة إلى ذلك، قدّم إنتر مستويات مميزة في كأس السوبر الإيطالي، ليُتوج باللقب عن جدارة واستحقاق، كما تأهل الفريق إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا؛ حيث يتأهب لملاقاة أتلتيكو مدريد الإسباني في مباراتي ذهاب وعودة.
4 عوامل تجعل إنتر ميلان الفريق الأقوى في أوروبا حاليًّا.
هجوم فتاك في إنتر ميلان
لا يقدم إنتر ميلان عروضًا هجومية ممتعة مثلما هو الحال في مانشستر سيتي أو باير ليفركوزن، لكن كتيبة إنزاغي تمتاز حقًّا بقدرتها على الفتك بدفاعات منافسيها، عبر أكثر الطرق اختصارًا ومباشرةً.
سجل إنتر ميلان 59 هدفًا في الدوري الإيطالي هذا الموسم حتى الآن، ليصبح الفريق صاحب أقوى خط هجوم في البطولة. ومن اللافت حقًّا في إنتر أن الخيارات الهجومية متنوعة، لدرجة نشعر معها أن “الجميع قادر على الصناعة والتسجيل”.
أحرز قائد إنتر لاوتارو مارتينيز 20 هدفًا في الدوري الإيطالي هذا الموسم، وهو رقم قد يكون معه المهاجم الأرجنتيني “نجمًا أوحدًا” بأندية أخرى، لكن في توليفة إنزاغي الهجومية تبرز أسماء أخرى حقًا، على غرار ماركوس تورام (10 أهداف و10 تمريرات حاسمة)، وهاكان تشالهان أوغلو (9 أهداف و3 تمريرات حاسمة)، وغيرهما.
ويكمن الفارق بهذا الجانب بين إنتر ميلان وباقي الفريق الإيطالية في التحرر الهجومي، الذي يمنحه سيموني إنزاغي للاعبيه؛ فنجد إسهامات هجومية كبرى للجناح الخلفي (الأيمن أو الأيسر)، وعملًا هجوميًّا مستمرًّا لثلاثي الوسط، واللافت أن كل ذلك يتحقق في إطار طريقة 3-5-2، التي يصفها كثيرون بالدفاعية.
دفاع صلد
بذكر طريقة لعب إنتر ميلان “3-5-2″، فيجب التنويه بأن أساس هذه الطريقة قائم على تقارب الخطوط بشكل كبير، وخاصةً في الحالة الدفاعية.
وجود ثلاثي في قلب الدفاع، مع جناحين خلفيين قادرين على التحول إلى ظهيرين دفاعيين، يساعد إنتر ميلان كثيرًا على امتلاك أفضلية دفاعية أمام منافسيه.
ليس ذلك فحسب، بل إن ثلاثي المنتصف المُكون غالبًا من نيكولو باريلا وهنريك مخيتاريان وتشالهان أوغلو، يُسهم دفاعيًّا بصورة مُنظمة، ليصبح أداء الفريق الدفاعي بشكل عام أقرب إلى “خلية النحل”؛ من حيث كثافة العمل والتنظيم المُحكَم.
إحصائيًّا، اهتزت شباك إنتر ميلان 12 مرة في الدوري الإيطالي هذا الموسم؛ أي بمعدل نصف هدف في المباراة الواحدة، وهي إحصائية تؤكد أن قوة النيراتزوري لا تعتمد فقط على الهجوم الفتاك، لكن أيضًا على الدفاع الصلد.
سيموني إنزاغي
كما أسلفنا ذكرًا، هناك عمل فني كبير يقدمه إنتر ميلان هذا الموسم. وبالطبع، لا يمكن الحديث عن ذلك من دون الإشادة بمدرب الفريق، سيموني إنزاغي.
لقد تمكن إنزاغي من تكريس أفكاره في منظمومة إنتر ميلان، وقد تحلى بالصبر، ليحقق الاستمرارية المطلوبة، بعد الموسم الماضي، الذي تذبذبت فيه نتائج الفريق، خاصةً على صعيد بطولة الدوري.
مقارنة بالآخرين
بالنظر إلى الدوريات الأربعة الكبرى الأخرى (الدوري الإنجليزي الممتاز، دوري الدرجة الأولى في إسبانيا وألمانيا وفرنسا)، نجد أن أرقام إنتر ميلان هي الفضلى.
لم يسجل أي فريق عدد أهداف مساوية لحصيلة أهداف إنتر، سوى بايرن ميونخ، فيما يُعد العملاق الإيطالي الأقل استقبالًا للأهداف حتى الآن.
وبالرغم من أنه لا يمكننا الاستناد تمامًا إلى هذه الإحصائية، بحكم أن 21 جولة فقط لُعبت في ألمانيا وفرنسا، مقابل 24 في إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، فإن الأمر أيضًا لا يخلو من الدلالة على قوة إنتر ميلان وجودته الكبيرة هذا الموسم.