صوت البلد للأنباء -
جميعنا يعرف تلك المقولة العربية الأصيلة التي تقول :
” المستحيلات ثلاثة ، الغول والعنقاء والخلّ الوفي ” ، ومن الواضح أنّ مبتكري هذا المقولة لا يقصدون التشكيك في وجود الغول والعنقاء ، إنّما تمّ ذكرها من أجل تبيان مدى استحالة وجود الخلّ الوفيّ .
أمّا أنا فأشكك في التشكيك بإمكانية وجود الخلّ الوفيّ .. جملة معقّدة ، لكنّها تصلح لأنّ تكون مفتاحاً لكلام نتفق عليه معاً، إذْ رغم أنّ الكثيرين تعرّضوا لغدر بعض الأصدقاء ، أو بالأحرى تعرضوا لغدر من اعتقدوا بأنّهم أصدقاء (يحاسبوننا على سوء اختيارهم ) ، لكنّ هذا لا ينفي على الإطلاق إمكانية وجود الخلّ الوفيّ ، ولا يؤكّد استحالة هذه الإمكانية .
الخلّ الوفيّ ، الصديق المخلص موجود تماماً في حياة معظمنا ، إن لم يكن جميعنا ،وهذا يعني أنا بالنسبة إلى صديقي ، والعكس صحيح ، كما يعني أنت وهو وهي وهن وهؤلاء وأولئك . لكن تكرار تلك المقولة السابقة بأسى يمنحنا إحساساً وهميّاً بأننا أفضل من الآخرين ، وبأننا تعرّضنا للغدر من الأصدقاء ، وهذا الأسى يمنحنا شعوراً مزيّفاً بأنّنا أقرب إلى الملائكة من البشر ، لكنّ الآخرين لا يقدروننا حقّ قدرنا .. وهذا هراء في هراء في
هراء .
فلنسأل أنفسنا بصراحة ولنحاول الإجابة: